الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> إصاخة النّاشِد للمُنشِد >>
قصائدالمثقب العبدي
- هَلْ عند غانٍ لِفؤادٍ صَدِ
- من نَهلةٍ في اليومِ أو في غَدِ
- يَجزي بها الجازونَ عنِّي ولو
- يُمنَعُ شُربي لَسَقَتْني يَدي
- قالت: ألا لا يُشتَرى ذاكُمُ
- إلاّ بما شِئنا ولم يوجدِ
- إلاّ بِبَدرَيْ ذَهَبٍ خالِصٍ
- كُلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ
- من مالِ مَن يَجْبي ويُجْبى لـه
- سَبعونَ قِنطاراً من العَسَجدِ
- أو مائةٌ تُجعَلُ أولادُها
- لَغْواً وعُرضُ المائةِ الجلمَدُ
- إذ لم أَجِدْ حَبْلاً لـه مِرَّةٌ
- إذْ أنا بينَ الخَلِّ والأوْبَدِ
- حتَّى تُلُوفِيتُ بِلَكِّيَّةٍ
- مُعْجَمَةِ الحارِكِ والمُوفَدِ
- تُعطيكَ مَشياً حَسَناً مَرَّةً
- حَثَّكَ بالمِروَدِ والمُحْصَدِ
- يُنْبي تَجاليدي وأقْتادَها
- ناوٍ كَرأسِ الفَدَّنِ المُؤْيَدِ
- عَرقاءَ وَجْناءَ جُماليَّةٍ
- مُكْرَبَةٍ أَرْساغُها جَلْمَدِ
- تَنمي بِنَهّاضٍ إلى حارِكٍ
- تَمَّ كَرُكْنِ الحجَرِ الأَصلَدِ
- كأنّما أَوبُ يَدَيها إلى
- حَيزومِها فوقَ حَصى الفَدْفَدِ
- نَوحُ ابنَةِ الجَونِ على هالِكٍ
- تَندُبُهُ رافِعَةَ المِجْلَدِ
- كَلَّفْتُها تَهجيرَ داوِيَّةٍ
- من بَعدِ شأوَيْ لَيلِها الأبعَدِ
- في لاحِبٍ تَعزِفُ جِنّانُهُ
- مُنفَهِقِ القَفرَةِ كالبُرجُدِ
- تكادُ إذ حُرِّكَ مِجدافُها
- تَنسَلُّ من مَثناتِها واليَدِ
- لا يَرفَعُ السَّوطَ لـها راكِبٌ
- إذا المَهارى خَوَّدَت في البَدِ
- تَسْمَعُ تَعْزافاً لـهُ رَنَّةٌ
- في باطِنِ الوادي وفي القَرْدَدِ
- كأنّها أسفَعُ ذو جُدَّةٍ
- يَمسُدُهُ الوَبلُ ولَيْلٌ سَدِ
- مُلَمَّعُ الخَدَّينِ قد أُردِفَت
- أكرُعُهُ بالزَّمَعِ الأسوَدِ
- كأنّما يَنظُرُ في بُرقُعٍ
- من تحتِ رَوقٍ سَلِبِ المِذوَدِ
- يُصِيخُ للنَّبأَةِ أسماعَهُ
- إصاخَةَ النّاشِدِ للمُنْشِدِ
- ضَمَّ صِماخَيهِ لنُكْريَّةٍ
- من خَشيَةِ القانِصِ والموسَد
- وانَتصَبَ القلبُ لتَقْسيمِهِ
- أمراً فَريقَينِ وَلم يَبلُدِ
- يَتبَعُهُ في إثْرِهِ واصِلٌ
- مِثلُ رِشاءِ الخُلُبِ الأجردِ
- تَنحَسِرُ الغَمرَةُ عَنْه كما
- يَنحَسِرُ النَّجمُ عن الفَرقَدِ
- في بَلدةٍ تَعزِفُ جَنَّاتُها
- فيها خَناطيلُ من الرُّوَّدِ
- قاظَ إلى العَليا إلى المُنتهى
- مُستَعرِضَ المَغربِ لم يَعضُدِ
- فَذاكُمُ شَبَّهتُهُ ناقَتي
- مُرتَجِلاً فيها ولم أعتَدِ
- بالمِربإِ المرْهوبِ أعلامُهُ
- بالمُفرِعِ الكاثِبَةِ الأكبَدِ
- لمّا رأى فاليهِ ماعندَهُ
- أَعجَبَ ذا الرَّوْحَةِ والمُغتَدي
- كالأجدَلِ الطّالبِ رَهْوَ القَطا
- مُستَنْشِطاً في العُنُقِ الأَصْيَدِ
- يَجمَعُ في الوُكرِ وَزِيماً كما
- يَجمَعُ ذو الوَفْضَةِ في المِزوَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه