الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> المثقب العبدي >> حَزمُ المُلوكِ وَجُودُها >>
قصائدالمثقب العبدي
- أَلا إنَّ هِنْداً أمْسِ رَثَّ جَديدُها
- وَضَنَّت وما كانَ المَتاعُ يَؤودَها
- فَلَو أنَّها من قَبلُ جادَتْ لنا بهِ
- على العَهدِ إذ تَصْطادُني وأَصيدُها
- ولكنّها مِمّا تَميطُ بِوُدِّها
- بَشاشَةُ أَدنَى خُلَّةٍ تَستَفيدُها
- أَعاذِلُ مايُدريكِ أَنْ رُبَّ بَلدَةٍ
- إذا الشَّمسُ في الأيّامِ طالَ رُكودُها
- وآمَت صَواديحُ النَّهارِ وأَعرَضَتْ
- لَوامِعُ يُطوَى رَيطُها وبُرودُها
- قَطَعتُ بِفَتلاءِ اليَدينِ ذَريعةٍ
- يَغُولُ البِلادَ سَوْمُها وبَريدُها
- فَبِتُّ وباتَتْ بالتَّنوفَةِ ناقَتي
- وباتَتْ عَلَيها صَفنَتي وقُتودُها
- وأَغضَتْ كما أَغضَيتُ عَيني فَعَرَّسَت
- على الثَّفِناتِ والجِرانِ هُجودُها
- على طُرُقٍ عندَ اليَراعَةِ تارَةً
- تُوازي شَريمَ البَحرِ وَهْوَ قَعيدُها
- كأنَّ جَنيباً عندَ مَقْعِدِ غَرْزِها
- تُراوِدُهُ عن نفْسِهِ وَيُريدُها
- تَهالَكُ منهُ في النَّجاءِ تَهالُكاً
- تَقاذُفَ إحدَى الجُونِ حانَ وُرودُها
- فَنَهنَهْتُ منها والمَناسِمُ تَرتَمي
- بِمَعزاءَ شَتّى لايُرَدُّ عَنودُها
- وأَيقَنتُ ـ إن شاءَ الإلـهُ ـ بأنّهُ
- سَيُبْلِغُني أَجْلادُها وقَصيدُها
- فإنّ أَبا قابوسَ عندي بَلاؤهُ
- جَزاءً بِنُعمًى لا يَحِلُّ كُنودُها
- وَجَدتُ زِنادَ الصّالحِينَ نَمَيْنَهُ
- قديماً كما بَذَّ النُّجومَ سُعودُها
- فلو عَلِمَ اللَّهُ الجِبالَ ظَلَمْنَهُ
- أتاهُ بأَمراسِ الجبالِ يَقودُها
- فإنْ تَكُ منّا في عُمانَ قَبيلةٌ
- تَواصَتْ بإجنابٍ وطالَ عُنودُها
- وقد أدرَكَتْها المُدرِكاتُ فأَصبَحَتْ
- إلى خَيرِ مَن تحتَ السَّماءِ وُفودُها
- إلى مَلِكٍ بَذَّ المُلوكَ بِسَعيِهِ
- أَفاعيلُهُ حَزْمُ المُلوكِ وَجُودُها
- وَأيَّ أُناسٍ لا يُبيحُ بقَتْلَةٍ
- يُوازي كُبَيداتِ السَّماءِ عَمودُها
- وَجَأواءَ فيها كَوكَبُ الموتِ فَخمَةٍ
- تَقَمَّصَ بالأرضِ الفَضاءِ وَئيدُها
- لـها فَرَطٌ يَحمي النِّهابَ كأنَّهُ
- لَوامِعُ عِقبانٍ مَرُوعٍ طَريدُها
- وأَمكَنَ أطرافَ الأسِنَّةِ والقَنا
- يَعاسيبُ قُودٌ ما تُثَنَّى قُتودُها
- تَنَبَّعَ من أعطافِها وجُلودِها
- حَميمٌ وآضَتْ كالحَماليجِ قُودُها
- وطارَ قُشاريُّ الحديدِ كأنّهُ
- نُخالَةُ أَقواعٍ يَطيرُ حَصيدُها
- بكلِّ مَقَصِّيٍّ وكلِّ صَفيحةٍ
- تَتابَعُ بَعدَ الحارِشيِّ خُدودُها
- فأَنعِمْ ـ أَبَيتَ اللَعْنَ ـ إنّكَ أَصبحَتْ
- لدَيْكَ لُكَيزٌ كَهْلُها ووَليدُها
- وأطلِقهُمُ تَمشي النِّساءُ خِلالَهُم
- مُفكَّكَةً وَسطَ الرِّجالِ قُيودُها
المزيد...
العصور الأدبيه