الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عروة بن أذينة >> بَخِلَتْ رَقاشِ بوُدِّها ونَوالِها >>
قصائدعروة بن أذينة
بَخِلَتْ رَقاشِ بوُدِّها ونَوالِها
عروة بن أذينة
- بَخِلَتْ رَقاشِ بوُدِّها ونَوالِها
- سَقْياً ـ وإِنْ بَخِلَتْ ـ لبُخْلِ رَقاشا
- ظفرت بودِّكَ إذ سبتك كأنّها
- وحشيّة ٌ لاتستطيعُ حواشا
- و الودُّ يمنح غير من يجزى بهِ
- كالماءِ ضُمِّنَ ناشِحاً حَشَّاشا
- ولقد غشيت لنا رسومَ منازلٍ
- بُدِّلْنَ بعدَ تأنُّسٍ ايحاشا
- أحبب بأودية ِ العقيق لحبِّها
- والعَرْصَتَيْنِ وبالمُشاشِ مُشاشا
- لمَّا وقَفْتَ بِهنَ بعَد تَأْنسٍ
- ذرفت دموعك في الرّداء رشاشا
- ولربُّ سالٍ قد تذكّرَ مرّة ً
- شجواً فأجهشَ أو بكى إجهاشا
- أَمسَى إذا ذُكِرَتْ يُحادِثُ نَفْسَه
- وإذا نأتْ لَقِيَ الهُمومَ غِشاشا
- شَوقاً تذكَّرهُ فحَنَّ صَبابَة ً
- امّا أرادَ عن الصّبا إفراشا
- وعلا به الرأي الجسيمُ وزادهُ
- حِلْماً فَعِيشَ بهِ كذاكَ وعاشا
- تَّمتْ مروءَتُهُ وساورَ هَمُّهُ
- غَلَباً وأَتْبَعَ رأيَهُ إكْماشا
- يبني مكارمَ ذاهبينِ جحاجحٍ
- كانُوا ثِمالَ أَرامِلٍ ورِياشا
- من سِرِّ لَيْثٍ لا تَطِيشُ حُلومُهمْ
- جهلا إذا جهل اللئيمُ وطاشا
- أصبحتُ أذكرُ من فناءِ عشيرتي
- حزناً إذا بطن الجواشنِ جاشا
- بِذَهابِ ساداتٍ وأَهْلِ مَهابَة ٍ
- حُشُدٍ إذا ما الدَّهْرُ هاجَ جِياشا
- كانوا عتيق الطّيرِ قبلُ فأصبحوا
- في النّاسِ تزدحمُ البلادُ خشاشا
- ورثوا المكارمَ عن كرامٍ سادة ٍ
- لم يورثوا صلفاً ولا إفحاشا
- وغبرتُ بعدهم ولست بخالدٍ
- مثلَ الوَقيعَة ِ تَحْذَرُ النَّجَّاشا
- في مثل فضلات السّيوف بقّية ً
- لم يُخْلَقُوا زَمَعاً ولا أوباشا
- ولقد عَرفْتُ وإن حَزِنْتُ عليهمُ
- أَنْ سَوْفَ أخْفِضُ للحَوادِثِ جاشا
- وملكْتُ من أَبدالِ سَوْءٍ بعدَهُمْ
- مثل الكلاب تعدياً وهراشا
- نِعْمَ الفَوارسُ والثِّمالُ لأَرْكُبٍ
- بعد الطّوى نزلوا بهم أوحاشا
- لا بُدَّ أَنَّهُم إذا ما أهْكَعُوا
- سَيُعَجِّلُونَ قِراهُمُ نَشْناشا
- ولقد عَجِبْتُ لِحاينٍ مُتَعَرِّضٍ
- أَبْدَتْ عَداوتُهُ لنا اسْتِغْشاشا
- عبدٌ أساءَ بسبّهِ أربابهُ
- منهم أصاب مطاعماً وريشا
- تنعى الكرام ولست بالغ مجدهم
- حتّى تحولَ بركّهِ أكماشا
- وَلَو أَنَّهُ يوماً تَكَلَّفَ شأْوَهُمْ
- أبقى به تعب السّياقِ جراشا
- أَو كانَ أَصْعَدَ في جبالِ قَديمِهمْ
- لاقَى بها رُتَباً وكابَد ناشا
- نَعَشُوا مَفاقِرَهُ فَأَصبحَ كافِراً
- حسن البلاءِ ولم يكن نعّاشا
- وكذلك كان أبوه يفعل قبلهُ
- وكِلاهُما في الدَّهْرِ كانَ قُماشا
- يَحْيَى السنينَ بهم ويكْفُر كلما
- وقع الربيعُ فمحضراً أكراشا
- إنّي لأصبرُ في الحقوق إذا اعتزت
- وأميشُ قبل سؤاله الممياشا
- وإذا الهمومُ تضيّقتني لم أكن
- حلساً لطارقة ِ الهموم فراشا
- وقريتهنّ زماعَ أمرٍ صارمٍ
- والعِيسُ يحْرِمُها السُّرَى الإنْفاشا
- من بعد إذ كانت سنوهُ مرّة ً
- نعماً تساقطُ بالحمى الأعشاشا
- فرجعتها بعد المراحِ خسيسة ً
- قد زالَ نيّها منحاشا
- ولربّ كبشِ كتيبة ٍ ملمومة ٍ
- قدنا إليه كتائباً وكباشا
- دَسْراً إِذا حَمِيَ الهِياجُ بِحدِّهِ
- وجعلتَ تسمعُ للرماحِ قراشا
- فتَسارعَتْ فيه السُّيوفُ بوقعِها
- نُكْباً وتَرْعُشُ تحتَها إِرعاشا
- وكذاكَ تصطادُ الكَمِيَّ رِماحُنا
- ونُجِرُّها المتناولَ المنْتاشا
- ونعضُّ هامَ المعلمينَ سيوفنا
- بيضَ الظّباة ِ إلى الدِّماءِ عطاشا
- وإذا المشاغب شاكَ منها شوكة ً
- طالَ الضّمارُ وأعيتِ الّنقاشا
- قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
المزيد...
العصور الأدبيه