الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عروة بن أذينة >> أَعرْصَة ُ الدَّارِ أم تَوهّمُها >>
قصائدعروة بن أذينة
أَعرْصَة ُ الدَّارِ أم تَوهّمُها
عروة بن أذينة
- أَعرْصَة ُ الدَّارِ أم تَوهّمُها
- هاجَتْكَ أم غُلَّة ٌ تُجَمْجِمُها
- مِنْ حُبِّ سُعْدَى شَقَّتْ عليكَ وقَدْ
- شطَّت نواها وغارَ قيَّمها
- وأصبحتْ لا تُزارُ صارِمة ً
- مِن غَيرِ ذنب مَنْ ليس يَصْرِمُها
- حُدَّثْ نِبالي عنها وما نفعَتْ
- وأُلِحقَتْ بالفُؤَادِ أَسْهُمُها
- يومَ تراءت كأنَّها أصلاً
- مُزْنَة ُ بَحْرٍ يَخْفَى تَبَسُّمُها
- حينَ تَوَسَّمْتُها فأرْمَضَني
- بعدَ اندمالٍ منِّي توسُّمها
- تَجْلُو شَتِيتاً أَغَرَّ رِيقَتُهُ
- معسولة ٌ طيِّبٌ تنسُّمها
- كأنَّ مُسْتَنَّها تُلِمُّ بهِ
- لطايمُ المِسْكِ حينَ يلثِمُها
- دوَّابة ُ المقلتينِ مشرقة ٌ
- بالحُسْنِ يجري في مائِها دَمُها
- كَفِضَّة ِ الكَنْزِ أُشْرِبَتْ ذَهَباً
- يكادُ طرفُ الجليسِ يكلمها
- إذا بدت لم تزل له عجباً
- يونقهُ دلُّها وميسمها
- نقذَ المها العينِ كلَّما ذكرت
- بالدَّمعِ حتَّى يفيضَ أَسْجَمُها
- لا تَبعدَنْ خُلَّة ٌ مُسالِيَة ٌ
- لم يبقَ منها إلاَّ تزمُّمها
- إنِّي كريمٌ آبى الهوانَ من الخلة
- قد رابني تجهُّمها
- واعْدِلُ النَّفْسَ وهيَ آلِفَة ٌ
- عن الهوى للرَّدى يقدِّمها
- لِمِرَّة ِ الحَزْمِ لا أُفَرِّطُها
- أنقضُ ما دونها وأبرمها
- أهدى لها مُخْطِىء الرشادِ كما
- يُهدِي لأُمِّ الطَّريقِ مَخْرمُها
- لا أجْعَلُ الجايِرَ الملولَ وذا الـ
- ـشِيمة ِ لا يَستقيمُ مَنْسِمُها
- كجلدة ِ البوِّ لا تزالُ بها
- مغرورة ً أمهُ تشمِّمها
- يَعْرِفُها أَنفُها وتُنْكِرُها
- بالعينِ منها فكيفَ تَرأَمُها
- إني امروءٌ من عشيرة ٍ صدقٍ
- أَصوُنُ أَعْراضَها وأُكْرِمُها
- وأَتَّقِي سُخْطَها وأَمْنَعُها
- ممَّن يزنِّي بها ويشتمها
- أَحْمِي حِماها ولن تُصادِفَني
- في يومٍ كربٍ ألمَّ أسلمها
- قَدْ عَلِمَتْ أَنَّني أَخُو ثِقَة ٍ
- أُهينُ أَعداءَها وأُكْرِمُها
- وأَنَّني قَرْمُها تُقَدِّمُني
- في العزِّ والمكرماتِ أكرمها
- لَنا من العِزِّ القديمِ ومن
- سِرِّ بيوتِ الكرامِ أَجَسَمَهُا
- وإننا في الوغى ذوو نقمٍ
- وجمروٌ يتَّقى تضرُّمها
- يتبعنا الناسُ في الأمورِ كما
- يتبعُ نظمَ الجوزاءِ مرزمها
- مُلُوكُنا في المُلوكِ أَعْدَلُهمْ
- حكماً وعندَ الفضال أعظمها
- نحنُ العرانينُ من ذرى مضرٍ
- أغزرها نائلاً وأحلمها
- بيضٌ بَهاليلُ صِيدُ مملكة ٍ
- يرى شريفاً من قام يخدمها
- تهضمُ أعداءها وما أحدٌ
- مِمَّنْ تُظِلُّ السَّماءُ يَهْضِمُها
- إن قريشاً همُ الذُّرى نسباً
- وقائِلُ الصِّدْقِ مَنْ يُفَخِّمُها
- تُعَلِّمُ الناسَ كلما جَهِلوا
- ولن ترى عالماً يعلِّمها
- يمنعها الله أن تذلَّ وما
- قدَّمَ من فضلها ويعصمها
- كلُّ معدٍّ وكلُّ ذي يمنٍ
- نزمُّها ملكها ونخطمها
- في عُصْبة ٍ من بني خُزَيمة َ تَنْـ
- العارَ لا يرتجى تظلُّمها
- مُوسِرُها ذو نَدِيّ يُعاشُ به
- وكالغَنيّ السَّرِيِّ مُعْدِمُها
- منا النَّبيُّ الأميُّ سنتَّهُ
- فاضِلة ٌ نافِعٌ تَعَلُّمُها
- وأَهْلُ بَدْرٍ منّا خيارُهُمُ
- وأَفْهَمُ العالَمِينَ أَفْهَمُها
- يقضي له الله بالَّذي سبقت
- وما وعاهُ الكتابُ محكمها
- يأبى لي الذَّمَّ رأيُ ذي حسبٍ
- وافٍ ونفسٌ باقٍ تكُّمها
- وشيمة ٌ سهلة ٌ مقدَّمة ٌ
- لم يَكُ ذو عُسْرَة ٍ يُوَحِّمُها
- والأرضُ فيها عَمَّا كَرِهْتُ إذَنْ
- منادحٌ واسعٌ تزعُّمها
- نحن البقايا وكلُّ صالحة ٍ
- تهدي إلى الخيرِ حينَ نقسمها
- قصيدة ياقاتلتي بصوت الشاعر
المزيد...
العصور الأدبيه