الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عروة بن أذينة >> أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا >>
قصائدعروة بن أذينة
أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا
عروة بن أذينة
- أما قتلتَ ديارَ الحيِّ عرفانا
- يومَ الكفافة ِ بعدَ الحيِّ إذ بانا
- إلاّّ توهُّمَ آياتٍ بمنزلة ٍ
- هاجَتْ عليكَ لُباناتٍ وأَحْزانا
- قِفْ ساعَة ً ثمَّ أمّا كنتَ مُدَّكِراً
- وباكياً عَبْرَة ً يوماً فَمِلْ آنا
- ولو بكيتَ الصِّبا يوماً وميعتهُ
- إذَنْ بَكَيْتَ على ما فاتَ أَزمانا
- من شِرَّة ٍ من شَبابٍ لَسْتَ راجعَهُ
- حتَّى يزورَ ثَبِيراً صَخْرُ لبْنانا
- لم يُعْطَ قلبُكَ عن سُعْدى ولو بَخِلَتْ
- صبراً ولم تسقِ عنها النَّفسَ سلوانا
- فاقْصِدْ برأيِكَ عنها قَصْدَ مُجْتَنِبٍ
- ما لا تطيقُ فقد دانتك أديانا
- عَهْدِي بها صَلْتَهَ الخَدَّينِ واضِحَة ً
- حَوْراءَ مثلَ مهاة ِ الرَّمْلِ مِبْدانا
- مُقْنِعَة ً في اعتدالِ الخَلْقِ خَرْعَبَة ً
- تكسو الترائبَ ياقوتاً ومرجانا
- يصفو لنا العيشُ والدنيا إذا رضيت
- وقد تكدّرُ ما لم ترضَ دنيانا
- لولا الحياءُ طلبنا يومَ ذي بقرٍ
- مِمَّنْ تَغَوَّرَ قَصْدَ البيتِ أَظْعانا
- بيضُ السوالفِ يورثنَ القلوبَ جوى ً
- لا يستطيع له الإنسانُ كتمانا
- قالَ العَواذِلُ قد حاربتَ في فَنَنٍ
- من الصِّبا وشباب الغصنِ ريعانا
- ومن يطعهنَّ يقرع سنهُ ندماً
- ولا يَكُنَّ لهُ في الخيرِ أَعوانا
- لا يرضَ من سخطة ٍ والحقُّ مغضبة ٌ
- من كان من فضلنا المعلومِ غضبانا
- تلقَى ذُرَى خِنْدِفٍ دُوني وتَغْضَبُ لي
- إذا غَضِبْتُ بنو قيسِ بن عَيْلانا
- حيّاً حلالاً نفى الأعداءَ عزُّهمُ
- حتَّى أَطَرْنا بهمْ مَثْنَى وَوُحْدانا
- أَوفَى مَعَدِّ وأولاهُمْ بِمَكْرُمَة ٍ
- وأعظمُ الناسِ أحلاماً وسلطانا
- من شاءَ عدَّ ملوكاً لا كفاءَ لهم
- منا ومن شاءَ منّا عدَّ فرسانا
- إذا الملوكُ اجرَهَدَّتْ غيرَ نازعة ٍ
- كانوا لها في احتدامِ الموتِ أقرانا
- حتَّى تلينَ وما لانوا وقد لقيت
- أَعداؤُنا حَرَباً منهم ولِيَّانا
- فهمُ كذلكَ من كادوا فإنَّ لهُ
- إنْ لَمْ يَمُتْ مِنْهُمُ ذُلاَّ وإثْخانا
- لا ينكرُ الناسُ من ورائهم
- في الحربِ نرعاهُمُ واللَّه يرعانا
- أحياؤنا خيرُ احياءِ وأكرمهم
- وخيرُ موتَى من الأمواتِ موتانا
- منَّا الرسولُ نخيرُ الناسَ كلَّهمُ
- ولا نِحاشِي من الأقوامِ إنْسانا
- وذاكَ نورٌ هدى الله العبادَ بهِ
- من بعدِ خبطهمُ صمّاً وعميانا
- فأبْصَرُوا فاستبانَ الرُّشْدَ مُشعِرة ً
- بعد الضلالِ قلوبُ الناسِ إيمانا
- فينا الخلافة ُ والشُّورى وقاداتها
- فَمَنْ له عند أمرٍ مثلُ شورانا
- أَو مثلُ أَوَّلِنا أَو مثلُ آخِرِنا
- أَو مثلُ أَنسابِنا أَو مثلُ مَقْرانا
- وكلُّ حيِّ لهُ قلبٌ يعيشُ بهِ
- في الناسِ أصبحَ يرجُونا وَيَخْشانا
- نبغي قريشاً ويأبنى الله ربُّهمُ
- الا اصطناعَهُمُ نَصْراً وإحْسانا
- وما قريشٌ إذا غضَّت حروبهمُ
- يوماً بأَكْلَة ِ جافي الدينِ غَرْثانا
- وما أرادهمُ باغٍ يَغُشُّهُمُ
- يبغِي الزيادَة الا ازدادَ نُقصْانا
- قومٌ إذا الحمدُ لم يوجد له ثمنُ
- ألفيتَ عندهمُ للحمدِ أثمانا
- قُماقِمُ العِزِّ لا يَفَرى خطيبُهمُ
- ولا يقومُ إذا ما قامَ خَزْيانا
- قد جَرَّبتهمْ حروبُ الناسِ واقتبستْ
- منهم ثواقِبُ نارِ الحربِ نيرانا
- فلم يلينوا لهم في كلِّ معجمة ٍ
- ولم يَرَوْا منهمُ في الحربِ إدْهانا
- إذا الشياطينُ رامتهم بأجمعهم
- لم يبقِ منهم جنودُ الله شيطانا
- هُمُ العرانينُ والأثرونَ قبض حَصى ً
- وَجَوْهَرِ السَّرِّ والعِيدانِ عِيدانا
- والأكرمونَ نِصاباً في أَرُومتِهم
- والأثقلونَ على الأعداءِ أركانا
المزيد...
العصور الأدبيه