الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عروة بن أذينة >> أَمِنْ حُبِّ سُعْدَى وتَذْكارِها >>
قصائدعروة بن أذينة
أَمِنْ حُبِّ سُعْدَى وتَذْكارِها
عروة بن أذينة
- أَمِنْ حُبِّ سُعْدَى وتَذْكارِها
- حَبَسْتَ تَبَلَّدُ في دارِها
- مديماً ونفسك معنيّة ٌ
- تَكادُ تبوحُ بأًسرارِها
- على اليأسِ من حاجة ٍ أضمرت
- فشقّت عليك بأضمارها
- وقد أورثت لك منها جوى ً
- نصيباً على بعد مزدارها
- ألا حبَّذ كيف كان الهوى
- سُعادُ وسالِفُ أَعْصَارِها
- وشرخُ الشّباب الذي فاتنا
- وَدُنْيا تَوَلَّتْ بأدْبارِها
- رأَتْ وضَحَ الشَّيبِ في لِمَّتِي
- فهاج تقضّي أوطارها
- فجنّت من الشيب واسترجعت
- وأنفَرَها فوقَ إِنْفارِها
- مباعِدَة ً بعدَ أَزمانِها
- بمَلْحاءِ رِيمٍ وأَمْهارِها
- فبَّبت قوى الحبل مصبوبة ً
- على نقضها بعدَ إمرارها
- وقد هاج شوقك بعد السّلوِّ
- مشبوبة ٌ من سنا نارها
- بِثُغْرَة َ يوقِدُها رَبْرَبٌ
- كعينِ المها بين دوّارها
- حِسانُ السَّوالفِ بِيضُ الوُجوهِ
- منها الخطى قدرُ أشبارها
- تكادُ إِذا دامَ طرفُ الجليسِ
- يَكْلمُ رِقَّة َ أَبْشارِها
- يُطِفْنَ بخَوْدٍ لُباخِيَّة ٍ
- كشمس الضُّحى تحت استارها
- أجرّتكَ حبلكَ في حبّها
- فطالَ العناءُ بأجرارها
- وكم ليلة ٍ لكَ أَحيَيْتَها
- قصيرٌ بها ليلُ سمّارها
- بعونٍ عليهنَّ من بهجة ٍ
- وحُسْنِ غَضاضَة ِ أَبْكارِها
- خرجْنَ إلينا على رِقْبَة ٍ
- خُروجَ السَّحابِ لأمطارِها
- بزيٍّ جميلٍ كزهرِ الرياضِ
- أشرق زاهر نوَّاَرها
- يعدنَ مواعدَ يلوينها
- فلا بُدَّ من بعد إِنْظارِها
- فلو مُعْسِراتٌ فَيَدْفَعْنَنا
- بِعُسْرٍ عَذَرنا بأَعْسارِها
- ولكن يجدنَ فبمطلننا
- بِلَيِّ الدُّيُونِ وإِنْكارِها
- أَلم تَعْنِكَ الظُّعُنُ المُوجِعاتُ
- حَبَّ القلوبِ بأبْكارِها
- على كلِّ وهمٍ طويلِ القرى
- وعَيْهَلة ٍ عُبْرِ أَسفارِها
- عراهمُ مرغدة ٌ كالصّروح
- قد عدلت بعد تهدارها
- كأنّ أزمّتها في البرى
- أراقِمُ نِيطَتْ بأذرارِها
- تفوت العيونُ ببعدِ المدى
- وتتبعها طرف أبصارها
- وفتيانِ صِدْقٍ دُعُوا للصِّبا
- فشَدُّوا المَطِيَّ بِأَكوارِها
- فَهذا لهذا وقُلْ مِدْحَة ً
- تَسِيرُ غرائِبُ أَشعارِها
- مُحَبَّرة نسجُها مُتْرَصٌ
- على حسنها وشيُ أنيارها
- لأهل النّدى وبناة ِ العلى
- وصِيدِ مَعَدٍّ وأَخْيارِها
- كِنانَة ُ من خِنْدِفٍ قادة ٌ
- لوِرْدِ الأمورِ وإِصْدارِها
- لنا عِزُّ بكرٍ وأيَّامُها
- ونَصْرُ قريشِ وأنصارِها
- وما عزّ من حانَ في حربهم
- بعضمِ الأسودِ وتهصارها
- غلبنا الملوكَ على مُلْكِهِمْ
- وفُتْنا العُداة َ بأوتارِها
- فضلنا العِبادَ بكلِّ البلادِ
- عِزّاً أخذنا بأقطارِها
- وخندفُ تخطرُ من دوننا
- ومن ذا يقومُ لتخطارها
- وفيسٌ وحيّا نزارٍ معاً
- بُحُورٌ تَجِيشُ بتيَّارِها
- أبرّت على النَّاسِ أيامهم
- فهم عارفونَ بأبْرارِها
- تقرُّ القبائلُ من طولهم
- بفضلٍ فما بعد إقرارها
المزيد...
العصور الأدبيه