الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً >>
قصائدذو الرمة
يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
ذو الرمة
- يَا دَارَ مَيَّة َ لَمْ يَتْرُكْ لَنَا عَلَماً
- تَقَادُمُ الْعَهْدِ وَالْهُوجُ الْمَرَاوِيدُ
- سقياً لأهلكِ منْ حيٍّ تقسمهمْ
- رَيْبُ الْمَنُونِ وَطِيَّاتٌ عَبَادِيدُ
- يا صاحبيَّ انظرا، آواكما درجٌ
- عَالٍ وَظِلٌّ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مَمْدُودُ
- هلْ تبصرانِ حمولاً بعدما اشتملتْ
- مِنْ دُونِهِنَّ حِبَالُ الأَشْيَمِ القُودُ
- عَوَاسِفَ الرَّمْلِ يَسْتَقْفِي تَوَالِيَهَا
- مُسْتَبْشِرٌ بِفِرَاقِ الْحَيّ غِرّيدُ
- ألقى عصيَّ النَّوى عنهنَّ ذو زهرٍ
- وَحْفٌ عَلَى أَلْسُنِ الرُّوَّادِ مَحْمُودُ
- حَتَّى وَجَفَتْ بُهْمَى لِوَى لَبَنٍ
- وابيضَّ بعدَ سوادِ الخضرة ِ العودُ
- وغادرَ الفرخُ في المثوى تريكتهُ
- وحانَ منْ حذارِ البينِ مورودُ
- أَقُولُ لِلرَّكْبِ لَمَّا أَعْرَصَتْ أُصُلاً
- أُدْمَانَة ٌ لَم تُرَبِّيْهَا الأَجَالِيدُ
- ظلَّتْ حذاراً على مطلنفئٍ خرقٍ
- تبدي لنا شخصها والقلبُ مزؤودُ
- هذَا مَشَابِهُ مِن خَرْقَآءَ نَعْرِفُهَا
- العينُ واللَّونُ والكشحانِ والجيدُ
- إِنَّ الْعَرَاق لأَهْلِي لَم يَكُنْ وَطَناً
- والبابُ دونَ أبي غسَّانَ مشدودُ
- إِذَا الْهُمُومُ حَمَاكَ النَّوْمَ طَارِقُهَا
- وحانَ منْ ضيفها همٌّ وتسهيدُ
- فانمِ القتودِ على عيرانة ٍ حرجٍ
- مهريَّة ٍ مخطتها غرسها العيدُ
- نَظَّارَة ٍ حِينَ تَعْلُو الشمْسُ رَاكِبَهَا
- طرحاً بعيني لياحٍ فيهِ تجديدُ
- ثبْجَاءَ مُجفَرَة ٍ سَطْعَاءَ مُفْرِعَة ٍ
- في خلقها منْ وراءِ الرَّحلِ تنضيدُ
- مَوَّارَة ِ الضَّبْعِ مِسْكَاتٍ إِذَا رُحِلَتْ
- تهوي انسلالاً إذا ما اغبرَّتْ البيدُ
- كأنَّها أغبريٌّ بالفروقِ لهُ
- عَلَى جَوَاذِبَ كَالأَدْرَاكِ تَغْرِيدُ
- منَ العراقيَّة ِ اللاَّتي يحيلُ لها
- بَيْنَ الْفَلاَة ِ وَبَيْنَ النَّخْلِ أُخدُودُ
- تربَّعتْ جانبي رهبى فمعقلة ٍ
- حَتَّى تَرَقَّصَ فِيَ الآلِ الْقَرَادِيدُ
- تَسْتَنُّ أَعْدَآءَ قُرْيَانٍ تَسَنَّمَهَا
- غرُّ الغمامِ ومرتجَّاتهُ السُّودُ
- حتَّى كأنَّ رياضَ القفِّ ألبسها
- مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وَتَنْجِيدُ
- حتَّى إذا ما استقلَّ النَّجمُ في غلسٍ
- وأحصدَ البقلُ أو ملوٍ ومحصودُ
- وظلَّ للأعيسِ المزجي نواهضهُ
- فِي نَفْنَفِ اللُّوحِ تَصْوِيبٌ وَتصْعِيدُ
- رَاحَتْ يُقَحِّمُهَا ذُو أَزْمَلٍ وَسَقَتْ
- لهُ الفرائشُ والسُّلبُ القياديدُ
- أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التّقْرِيبُ أَوْ خَبَبٌ
- كَمَا تَدَهْدَى مِنَ الْعَرِضِ الْجَلاَمِيدُ
- ما زلتُ مذْ فارقتْ ميٌّ لطيَّتها
- يعتادني منْ هواها بعدها عيدُ
- كانَّني نازعٌ يثنيهِ عنْ وطنٍ
- صرعانِ: رائحة ٌ عقلٌ وتقييدُ
المزيد...
العصور الأدبيه