الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا >>
قصائدذو الرمة
يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
ذو الرمة
- يَا دَارَ مَيَّة َ بَالْخَلْصَاءِ غيَّرَهَا
- سافي العجاجِ على ميثائها الكدرا
- قدْ هجتُ يومَ اللِّوى شوقاً طرفتْ بهِ
- عَيْنِي فَلاَ تُعْجِمِي مِنْ دُونِيَ الْخبَرَا
- يَقُولُ بِالزُّرْقِ صَحْبِي إِذْ وَقَفْتُ بِهِمْ
- فِي دَارِ مَيَّة أَسْتَسْقِي لَهَا الْمَطَرَا
- لو كانَ قلبكَ منْ صخرٍ لصدَّعهُ
- هَيْجُ الدّيَاِر لَكَ الأَحْزَان وَالذِّكَرَا
- وزفرة ٌ تعتريهِ كلَّما ذكرتْ
- ميٌّ لهُ أو نحا منْ نحوها البصرا
- غرَّاءُ آنسة ٌ تبدو بمعقلة ٍ
- إِلَى سُوَيْقَة َ حَتَّى تَحْضُرَ الْحَفَرَا
- تشتوِ إلى عجمة ِ الدُّهنا ومربعها
- روضٌ يناصي أعالي ميثهِ العُفرا
- حَتَّى إذَا هزَّتِ الْبُهْمَى ذَوَآئِبَهَا
- في كلِّ يومٍ ييشهَّى البادي الحضرا
- وزفزفتْ للزِّبانى منْ بوارحها
- هيفٌ أنشَّتْ بها الأصناعَ والخبرا
- ردُّوا لأحداجهمْ بزلاً مخيَّسة ً
- قدْ هرملَ الصَّيفُ عنْ أكتافها الوبرا
- تَقْرِي الْعَلاَبِيَّ مُصْفَرَّ الْعَصِيمِ إِذَا
- جفَّتْ أخاديدهُ جوناً إذا انعصرا
- كأنَّهُ فلفلٌ جعدٌ يدحرجهُ
- نَضْخُ الذَّفَارَى إِذَا جَوْلاَنُهُ انْحَدَرَا
- شافوا عليهنَّ أنماطاً شآمية ً
- عَلَى قَناً أَلْجَأَتْ أَظْلاَلُهُ الْبَقَرَا
- أشبهنهُ النَّظرة َ الأولى وبهجتهُ
- وهنَّ أحسنُ منهُ بعد ما صورا
- منْ كلِّ عجزاءَ في أحشائها هضمٌ
- كَأَنَّ حَلْيَ شَوَاهَا أُلْبِسَ الْعُشَرَا
- لمياءُ في شفتيها حوَّة ٌ لعسٌ
- كَالشَّمْس لَمَّا بَدَتْ أَوْ تُشْبِهُ الْقَمَرَا
- حُسَّانَة ُ الْجِيدِ تَحْلُو كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ
- عنْ منطقٍ لمْ يكنْ عيِّاً ولا هذرا
- عَنْ وَاضِحٍ ثَغْرُهُ حُوٍّ مَرَاكِزُهُ
- كَالأُقْحُوانِ زَهَتْ أَحْقَافُهُ الزَّهَرَا
- ثمَّ استقلَّوا فبتَّ البينُ واجتذبتْ
- حبلَ الجوارَِ نوى عوجاءَ فانبترا
- مالزتُ أطردُ في آثارهمْ بصري
- وَالشوْقُ يَقْتَادُ مِنْ ذي الْحَاجَة ِ الْبَصَرَا
- حتى أتى فلكُ الخلصاءِ دونهمْ
- واعتمَّ قورُ الضُّحى بالآلِ واختدرا
- ريعُ السَّرابِ إذا ما خالطوا خمرا
- كَأَنَّ أَظْعَانَ مَيٍّ إِذْ رَفَعْنَ لَنَا
- بواسقُ النَّخلِ منْ بيرينَ أو هجرا
- يُعَارِضُ الزُّرْقَ هَادِيهِمْ وَيَعْدِلُهُ
- حَتَّى إِذَا زَاغَ عَنْ تِلْقَآئِهِ اخْتَصَرَا
- إِذَا يُعَارِضُهُ وَعْثٌ أَقَامَ لَهُ
- وَجْهَ الظَّعَائِنِ خَلٌّ يَعْسِفُ الضَّفِرَا
- حَتَّى وَرَدْنَ عِذَابَ الْمَآءِ ذَا بُرَقٍ
- عدَّاً يواعدنهُ الأصرامَ والعكرا
- زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ بَعْدَ مَا رَحَلَتْ
- عنا رحى جابرٍ والصُّبحُ قدْ جشرا
- بنفحة ٍ منْ خزامى فائجٍ سهلٍ
- وَزَوْرَة ٍ مِنْ حَبِيبٍ طَالَ مَا هَجَرَا
- هَيْهَاتَ مَيَّة ُ مِنْ رَكْبٍ عَلَى قُلُصٍ
- قَدِ کجْرَهَدَّ بِهَا الإِدْلاَجُ وَکنْشَمَرَا
- رَاحَتْ مِنَ الْخُرْجِ تَهْجِيراً فَمَا وَقَفَتْ
- حتى أنفأى الفأوُ عنْ أعناقها سحرا
- أُدْمٌ أَحَنَّ لَهُنَّ الْقَانِصُ الْوَتَرَا
- وَمَنْهَلٍ آجِنٍ قَفْرٍ مَحَاضِرُهُ
- تذري الرِّياحُ على جمَّاتهِ البعا
- أَوْرَدْتُهُ قَلِقَاتِ الضُّفْرِ قَدْ جَعَلَتْ
- تُبْدِي الأَخِشَّة ُ فِي أَعْنَاقِهَا صَعَرَا
- ترمي الفجاجَ بآذانٍ مؤلَّلة ٍ
- وأعينٍ كتمٍ لا تشتكي السَّدرا
- للبدرِ بعدَ السَّرى مالتْ عمائمهمْ
- شَارَفْتُمُ نَفَحَاتِ الْجُودِ مِنْ عُمَرَا
- كمْ جبتُ دونكَ منْ تيهاءَ مظلمة ٍ
- تِيهٍ إِذَا مَا مُغَنِّي جِنِّهَا سَمَرَا
- وَمُزْبِدٍ مِثْلِ عُرْضِ اللَّيْلِ لُجَّتُهُ
- يهلُّ شكراً على شطَّيهِ منْ عبرا
- أنتَ الرَّبيعُ إذا مالم يكنْ مطرٌ
- والسَّائسُ الحازمُ المفعولُ ما أمرا
- مازلتَ في درجاتِ الأمرِ مرتقياً
- تسمو ويرمي بكَ الفرعانُ منْ مضرا
- حَتَّى بَهَرْتَ فَمَا تَخْفَى عَلى َ أَحَدٍ
- إِلاَّ عَلى َ أَحَدٍ لاَ يَعْرِفُ الْقَمَرَا
- أَنَا وَإِيَّاكَ أَهْلُ الْبَيْتِ يَجْمَعُنَا
- حَسَّانُ في بَاذخٍ فَخْرٌ لِمَنْ فَخَرَا
- مجدِ العديِّينَ جدَّاكَ اللَّذانْ هما
- كَانَا مِنَ الْعَرَبِ الأَنْفَيْنِ وَالْغُرَرَا
- وَأَنْتَ فَرْعٌ إِلى َ عِيصَيْنِ مِنْ كَرَمٍ
- قَدْ اسْتَالاَ ذُرَى الأَطْوَادِ وَالشَّجَرَا
- حَلَلْتَ مِنْ مُضَرَ الْحَمْرَآءِ ذِرْوَتَهَا
- وباذخَ العزُّ منْ قيسٍ إذا هدرا
- والحيُّ قيسٌ حماة ُ النَّاسِ مكرمة ً
- إِذَا الْقَنَا بَيْنَ فَتْقَيْ فِتْيَة ٍ خَطَرَا
- بنو فوارة َ عنْ آبائهمْ ورثوا
- دعائمَ الشَّرفِ العاديَّة ِ الكبرا
- المانعونَ فما يسطاعُ ما منعوا
- وَالْمُنْبِتُونَ بِجِلْدِ الْهَامَة ِ الشَّعَرَا
المزيد...
العصور الأدبيه