الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً >>
قصائدذو الرمة
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
ذو الرمة
- مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
- وجاراتها قد كادَ يعفو مقامُها
- فَلَمْ يَدْرِ إِلاَّ اللهُ مَا هَيَّجَتْ لَنَا
- أهلَّة ُ أنآءِ الدِّيارِ وشامُها
- وقدْ زوَّدتْ ميٌّ على النأيِ قلبهُ
- عَلاَقَاتِ حَاجَاتٍ طَوِيلٍ سَقَامُهَا
- فأصبحتُ كالهيماءِ لا الماءُ مبريٌ
- صداها ولا يقضي عليه هيامُها
- كَأَنِّي غَدَاة َ الزُّرْقِ يَا مَيُّ مُدْنَفٌ
- يَكِيدُ بِنَفْسٍ قَدْ أَجَمَّ حِمَامُهَا
- حِذَارَ اجْتِذَامِ الْبَيْنِ أَقْرَانَ طِيَّة ٍ
- مصيبٍ لوقراتِ الفؤادِ انجذامُها
- خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي
- أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا
- تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا
- فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها
- أَنَاة ٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَة ٍ
- بميثاءَ مرجوعٌ عليه التثامُها
- كأنَّ على فيها تلألؤَ مزنة ٍ
- وَمِيضاً إِذَا زَانَ الْحَدِيثَ ابْتِسَامُهَا
- أَلاَ خَيَّلَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتي
- فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلاَّ سَلاَمُهَا
- طروقاً وجلبُ الرَّحلِ مشدودة ٌ به
- سَفِينَة ُ بَرٍّ تَحْتَ خَدي زمَامُهَا
- أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ
- قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا
- يَمَانِيَة ٌ في وَثْبِهَا عَجْرَفِيَّة ٌ
- إِذَا انْضَمُّ إِطْلاَهَا وَأَوْدَى سَنَامُهَا
- وَدَوِّيَّة ٍ تَيْهَآءَ يَدْعُو بَجَوْزِهَا
- دُعَآءَ الثَّكَالَى آخِرَ اللَّيْلِ هَامُهَا
- أطلتُ اعتقالَ الرَّحلِ في مدلهمِّها
- إذا شركُ الموماة أودى نظامُها
- ولستُ بمحيارٍ إذا ما تشابهتْ
- أماليسُ مخضرٌّ عليها ظلامُها
- أُقِيمُ السُّرَى فَوْقَ الْمَطَايَا لِفْتَية ٍ
- إذا اضطربوا حتَّى تجلَّى قتامُها
- عَلَى مُسْتَظلاَّت الْعُيُونٍ سَوَاهِمٍ
- شويكية ٍ يكسو بُراها لُغامُها
- يُطَرِّحْنَ حِيرَاناً بِكُلِّ مَفَازَة ٍ
- سقاباً وحولاً لم يكمَّلْ تمامُها
- ترى طيرها منْ بينِ عافٍ وحاجلٍ
- إلى حيَّة ِ الأنفاسِ موتى عظامُها
- وأشعثَ قد ساميتهُ جوزَ قفرة ٍ
- سَوَآءٌ عَلَيْنَا ضَحْوُهَا وَظَلاَمُهَا
- تَهَاوَى بِهِ حَرْفٌ قِذَاف كَأَنَّهَا
- نعامة ُ بيدٍ ضلَّ عنها نعامُها
المزيد...
العصور الأدبيه