الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ >>
قصائدذو الرمة
بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
ذو الرمة
- بَكيْتَ وَمَا يُبْكِيكَ مِنْ رَسْمِ مَنْزِلٍ
- كَسَحْقِ سَبَا بَاقِي السُّخُومِ رَحيضُهَا
- عفتْ غيرَ أنصابٍ وسُفعٍ مواثلٍ
- طويلٍ بأطرافِ الرَّمادِ عضيضُها
- كأنْ لم تكنْ منْ أهلِ ميٍّ محلَّة ٌ
- يُدمِّنُها رُعيانُها وربيضُها
- أكفكفُ منْ فرطِ الصَّبابة ِ عبرة ً
- فتتئقُ عيني مرَّة ً وأغيضُها
- فَدَعْ ذِكْرَ عَيْشٍ قَدْ مَضَى لَيْسَ رَاجِعاً
- وَدُنْيَا كَظِلِّ الْكَرْمِ كُنَّا نَخُوضُهَا
- فيا منْ لقلبٍ قدْ عصاني متيَّمٍ
- لميٍّ ونفسٍ قد عصاني مريضُها
- فَقُولاَ لِمَيٍّ إِنْ بِهَا الدَّارُ سَاعَفَتْ
- أَلاَ مَا لِمَيٍّ لاَ تُؤدَّى فُرُوضُهَا
- فَظَنِّي بِمَيٍّ إِنَّ مَيّاً بَخِيلة ٌ
- مَطُولٌ وَإِنْ كَانَتْ كَثِيراً عُرُوضُهَا
- أرقتُ وقد نامَ العيونُ لمُزنة ٍ
- تَلأْلأَ وَهْناً بَعْدَ هَدْءٍ وَمِيضُهَا
- أرقتُ لهُ وحدي وقدْ نامَ صحبتي
- بطيئاً منَ الغورِ التَّهامي نُهوضُها
- وَهَبَّتْ لَهُ رِيحُ الْجَنُوبِ تَسُوقُهَا
- كما سيقَ موهونُ الذِّراعِ مهيضُها
- فَلَمَّا عَلَتْ أَقْبَالَ مَيْمَنَة ِ الْحِمَى
- رمتْ بالمراسي واستهلَّ فضيضُها
- إِلَيْكَ وَلِيِّ الْحَقِّ أَعْلَمْتُ أَرْكُباً
- أتوكَ بأنضاءٍ قليلٍ خفوضُها
- نواجٍ إذا ما اللَّيلُ ألقى ستورَهُ
- وَكَانَ سَوَآءً سُودُ أَرْضٍ وَبيِضُهَا
- مقاري همومٍ ما تزالُ عواملاً
- كأنَّ نغيضَ الخاضباتِ نغيضُها
- كَأَنَّ رَضِيخَ الْمَرْوِ مِنْ وَقْعِهَا بِهِ
- خذاريفُ منْ بيضٍ رضيخٍ رضيضُها
- برى نيَّها عنها التهجُّرُ والسُّرى
- وَجَوْبُ صَحَارٍ لاَ تَزَالُ تَخُوضُهَا
- ذرعنَ بنا أجوازَ كلِّ تنوفة ٍ
- مُلمِّعة ٍ والأرضُ يُطوى عريضُها
- قفارٌ محُولٌ ما بها متعلَّلٌ
- سوى جرَّة ٍ من رجعِ فرثٍ تفيضُها
- فما بلَّغتكَ العيسُ منْ حيثُ قرِّبتْ
- مِنَ الْبُعْدِ إِلاَّ جَهْدُهَا وَجَرِيضُهَا
- إِذَا حُلَّ عَنْهَا الرِّحَالُ وَأُلْقِيَتْ
- طَنَافِسُ عَنْ عُوجٍ قَلِيلٍ نَحِيضُهَا
- فنعمَ أبو الأضيافِ ينتجعونهُ
- وَمَوْضِعُ أَنْقَاضٍ أَنِيٍّ نُهُوضُهَا
- جميلُ المُحيّا همُّهُ طلبُ العُلا
- معيدٌ لإمرارِ الأمورِ نقوضُها
- كَسَاكَ الَّذِي يَكْسُو الْمَكَارِم حُلَّة ً
- مِنَ الْمَجْدِ لاَ تَبْلَى بَطِيئاً نُفُوضُهَا
- حبتكَ بأعلاقِ المكارمِ والعُلا
- خِصَالُ الْمَعَالِي قَضُّهَا وَقَضِيضُهَا
- سيأتيكمُ منِّي ثناءٌ ومِدحة ٌ
- مُحَبَّرَة ٌ صَعْبٌ غَرِيضٌ قَريضُهَا
- سيبقى لكم ألاّ تزالَ قصيدة ٌ
- إِذَا اسْحَنْفَرَتْ أُخْرَى قَضِيبٌ أَرُوضُهَا
- رياضة َ مخلوجٍ وكلُّ قصيدة ٍ
- وإن صعبتْ سهلٌ عليَّ عروضُها
- وقافية ٍ مثلِ السِّنانِ نطقتُها
- تَبِيدُ الْمَهَارَى وَهْيَ بَاقٍ مَضِيضُهَا
- وتزدادُ في عينِ الحبيبِ ملاحة ً
- وَيَزْدَادُ تَبْغِيَضاَ إِلَيْهَا بَغِيْضُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه