الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> ذو الرمة >> أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً >>
قصائدذو الرمة
أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
ذو الرمة
- أَلاَ لاَ أَرَى كَالدَّارِ بِالزُّرْقِ مَوْقِفاً
- ولا مثلَ شوقٍ هيَّجتهُ عهودها
- عَشِيَّة َ أَثْنِي الدَّمْع طَوْراً وَتَارَة ً
- يُصَادِفُ جَنْبَيْ لِحْيَتِي فَيَجُودُهَا
- وما يسفحُ العينينِ منْ رسمِ دمنة ٍ
- عفتها اللَّيالي: نحسها وسعودها
- وَأَمْلَى عَلَيْهَا الدَّهْرُ حَتَّى تَرَبَّعَتْ
- بها الخنسُ: آجالُ المها وفريدها
- لقدْ كنتُ أخفي حبَّ ميٍّ وذكرها
- رسيسُ الهوى حتى كأنْ لا أريدها
- كما كنتُ أطوي النَّفسَ عنْ أمِّ خالدٍ
- وجاراتها حتى كأنْ لا أهيدها
- إذا عرضتْ بالرَّملِ أدماءَ عوهجٍ
- لنا قلتُ: هذي عينُ ميٍّ وجيدها
- فما زالَ يغلو حبَّ ميَّة َ عندنا
- وَيَزْدَادُ حَتَّى لَمْ نَجِدْ مَا يَزِيدُهَا
- إذات لامعاتُ البيدِ أعرضنَ دونها
- تقاربَ لي منْ حبِّ ميٍّ بعيدها
- تَذَكَّرْتُ مَيّاً بَعْدَ مَا حَالَ دُونَهَا
- سُهُوبٌ تَرَامَى بِالْمَرَاسِيلِ بِيدُهَا
- طَرَائِفُ حَاجَاتِ الْفَتَى وَتَلِيدُهَا
- تغالى بأيديها إذا زجلتْ بها
- سُرَى اللَّيْلِ وَاصْطَفَّتْ بِخَرْقٍ خُدُودُهَا
- وَقَادَتْ قِلاَصَ الرَّكْبِ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ
- وَسُوجٌ إِذَا انْضَمَّتْ حَشَاهَا قُتُودُهَا
- ضنينة ُ جفنِ العينِ بالماءِ كلَّما
- تضرَّجَ منْ هجمِ الهواجرِ جيدها
- كأنَّ الدُّبى الكتفانَ يكسو بصاقهُ
- عَلاَبِيَّ حُرْجُوجٍ طَوِيلٍ وَرِيدُهَا
- إذا حرَّمَ القيلولة َ الخمسِ وارتقتْ
- على رأسها شمسٌ طويلٌ ركودها
- ألا قبحَ اللهُ أمرأ القيسِ إنَّها
- كَثِيرٌ مَخَازِيها قَليلٌ عَدِيدُهَا
- فما أحرزتْ أيادي أمرئ القيسِ خصلة ً
- منَ الخيرِ إلاّ سوأة ً تستفيدها
- تُضَامُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ لُؤْمٍ حُقُوقَهَا
- وَتَرْضى ولاَ يُدْعَى لحُكْمٍ عَمِيدُها
- وما انتظرتْ غيَّابها لعظيمة ٍ
- فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امِرِئٍ يَسْتَفِيدُهَا
- وَأَمْثَلُ أَخْلاَقِ امْرِىء الْقَيْسِ أَنَّهَا
- صِلاَبٌ عَلَى طُولِ الْهَوَانِ جُلُودُهَا
- لهمْ مجلسٌ صهبُ السِّبالِ أذلَّة ٌ
- سَوَاسِيَة ٌ أَحْرَارُهَا وَعَبِيدُهَا
- إذا أجدبتْ أرضُ امرئِ القيسِ أمسكتْ
- قراها واكنتْ عادة ً تستعيدها
- تَشِبُّ عَذَارِيهَا عَلَى شَرّ عَادَة ٍ
- وَبِاللُّؤْمِ كُلِّ اللُّؤْمِ يُغْذَى وَلِيدُهَا
- إِذَا مَرِئِيَّاتٌ حَلَلْنَ بِبَلْدَة ٍ
- منَ الأرضِ لمْ يصلحْ طهوراً صعيدها
- إِذَا مَرَئِيٌّ بَاعَ بِالْكَسْرِ بِنْتَهُ
- أَحينَ مَلأْتُ الأَرْضَ هَدْراً وَأَطْرقَتْ
- مخافة َ ضغني جنُّها وأسودها
- عوى مرئيٌّ لي فعصَّبتُ رأسهُ
- عِصَابَة َ خزْيٍ لَيْسَ يَبْلَى جَدِيدُهَا
- قَرَعْتُ بِكَذَّانِ امْرِىء ِ الْقَيْسِ لاَبَة ً
- صَفَاة ً يُنَزِّي بِالْمَرَادِي حُيُودُهَا
- بَنِي دَوْأَبٍ شَرِّ الْمُضِلِّينَ عُصْبَة ً
- إِذَا ذُكِّرَتْ أَحْسَابُهَا وَجُدُودُهَا
- أهبتمْ بوردٍ لمْ تطيقوا ذيادهُ
- وقدْ يحشدُ الأورادَ منْ لا يذودها
- فَاَصْبَحْتُ أَرْمِيكُمْ بِكُلَّ غَريبة ٍ
- تجدُّ اللَّيالي عارها وتزيدها
- قوافٍ كشامِ الوجهِ باقِ حبارها
- إِذَا أُرْسِلَتْ لَمْ يُثْنَ يَوْماً شَرُودُهَا
- توافى بها الرُّكبانُ في كلِّ موسمٍ
- وَيَحْلو بِأَفْوَاهِ الرّوَاة ِ نَشِيدُهَا
- منعنا سنامَ الأرضِ بالخيلِ والقنا
- وَأنْتُم خنَازِيرُ القُرَى وَقُرُودُهَا
- إِذَا حُلَّ بَيْتِي فِي الرِّبَابِ رَأَيْتَنِي
- بِرَابِيَة ٍ صَعْبٍ عَلَيْكَ صُعُودُهَا
- كَسَا اللُّؤْمُ أَلْوَانَ امْرِىء ِ الْقَيْسِ كُهْبَة ً
- أُضرَّ بها بيضُ الوجوهِ وسودها
المزيد...
العصور الأدبيه