الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً >>
قصائدصفي الدين الحلي
يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
صفي الدين الحلي
- يا قَضيباً ذوى ، وكانَ نَضِيراً
- ما رأينا لهُ الغَداة َ نَظيرَا
- أظلَمَتْ بعدَهُ الدّيارُ، وقد كا
- نَ سِراجاً بها وبَدراً مُنِيرَا
- غَيّبَتهُ الأرضونَ عنّا، وما خِلـ
- ـتُ أديمَ التّرابِ يَحوي البُدورَا
- لا ولا خِلتُ أنّ شُهبَ الدّراري
- بعدَ أوجِ العُلى تحِلّ القبورَا
- يا حَبيباً، فِراقُهُ أخرَبَ القَلـ
- ـبَ، وقد كان مَنزِلاَ مَعمورَا
- فاجأتْنا بالنّدبِ أصواتُ ناعيـ
- ـكَ، وكادتْ قلوبنا أن تطيرَا
- فنَفَينا الرّقادَ عن كلّ عَينٍ،
- فجّرَتها دُمُوعُها تَفجِيرَا
- ما رأى النّاسُ قبل مثواكَ يوماً
- كانَ بالبَينِ شرّهُ مُستَطيرَا
- ولقد خفتُ من فراقِكَ يوماً
- باكياً بالثّبورِ يَنعَى ثَبيرَا
- فبرغمي أنْ لا أرى منك وجهاً
- يرجعُ الطرفُ من سناه حسيرَا
- كنتَ ريحانَة َ القُلوبِ، فقد دا
- رَبكَ التربُ عنبراً وعبيرَا
- كنتَ شَهماً معَ الحَداثَة ِ في السّـ
- ـنّ، وجلداً على البلاءِ صبورَا
- وحملتَ الأثقالَ عنّي فأمسَى
- بكَ طَرفي بينَ الأنامِ قَريرَا
- فجزاكَ الإلهُ عن ذلكَ الصبـ
- ـرِ على الهولِ جنّة ً وحريرَا
- وأراكَ الإلَهُ في جَنّة ِ الخُلدِ
- نَعيماً بها ومُلكاً كَبيرَا
المزيد...
العصور الأدبيه