الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
صفي الدين الحلي
- أبتِ الوِصالَ مَخافَة الرّقباءِ،
- وأتَتكَ تحتَ مَدارعِ الظّلماءِ
- أصفَتكَ مِن بَعدِ الصّدودِ مَودّة ً،
- وكذا الدواءُ يكونُ بعدَ الداءِ
- أحيَتْ بزَورَتِها النّفوسَ، وطالمَا
- ضَنّتْ بها، فقَضَتْ على الأحياءِ
- أتتْ بليلٍ، والنجومُ كأنها
- دُرَرٌ بباطِنِ خَيمَة زَرقاءِ
- أمستْ تعاطيني المدامَ، وبيننا
- عَتبٌ غَنِيتُ بهِ عنِ الصّهباءِ
- أبكي، وأشكو ما لَقيتُ، فتَلتَهي
- عن درّ ألفاظي بدرّ بكاءِ
- آبَتْ إلى جَسَدي لتَنظُرَ ما انتَهتْ
- من بعدها فيهِ يدُ البرحاءِ
- ألفَتْ بهِ وقعَ الصّفاحِ، فراعَها
- جزعاً، وما نظرتْ جراحَ حشائي
- أمصيبَة ً منّا بنَبلِ لِحاظِها
- ما أخطأتهُ أسنّة ُ الأعداءِ
- أعجبتِ مما قد رأيتِ، وفي الحشا
- أضعافُ ما عايَنتِ في الأعضاءِ
- أُمسِي، ولستُ بسالمٍ من طَعَنَة ٍ
- نجلاءَ، أو من مُقلَة ٍ كَحلاءِ
- إن الصوارمَ واللحاظَ تعاهدا
- أن لا أزالَ مزملاً بدمائي
- أجنتْ عليذ بما رأيتِ معاشرٌ،
- نظروا إليّ بمقلة ٍ عمياءِ
- أكسَبتُهم مالي، فمذ طَلبوا دَمي
- لم أشكُهم إلاّ إلى البَيداءِ
- أبعدتُ عن أرضِ العراقِ ركائبي
- متنقلاً كتنقلِ الأفياءِ
- أرجو بقَطعِ البيدِ قَطعَ مَطامعي،
- وأرومُ بالمَنصورِ نصرَ لوائي
- أدركتُهُ، فجعلتُ ألثمُ، فَرحَة ً
- بِوُصولِهِ، أخفافَ نُوقِ رَجائي
- أضحى يهنيني الزمانُ بقصده،
- ويُشيرُ كَفُّ العِزّ بالإيماءِ
- أومَتْ إليّ مُشيرَة ً أن لا تَخفْ،
- وابشِرْ، فإنّكَ في ذُرَى العَلياءِ
- أبماردينَ تَخافُ خَطفة َ مارِدٍ،
- وشهابُها في القلعة ِ الشبهاءِ
- ألهيتُ عن قومي بملكٍ عندهُ
- تَنسَى البَنونَ فَضائلَ الآباءِ
- إنّي تركتُ النّاسَ حينَ وَجدتُهُ،
- تَركَ التّيَمّمِ في وُجودِ الماء
- المرتقي فلكض الفخارِ، إذا اغتدى ،
- ـرّاياتِ، بل بسَواكنِ الآراءِ
- أفنى جُيوشَ عُداتِهِ بخَوافِقِ الـ
- أسيافُهُ نِقَمٌ على أعدائِهِ،
- وأكَفُّهُ نِعَمٌ على الفُقَراءِ
- إن حلّ حلّ النهبُ في أركانهِ،
- أو سارَ سارَ الخلفُ في الأعداءِ
- أمجندلِ الابطالِ، بل يا منتهى
- الآمالِ، بل يا كعبة َ الشعراءِ
- أقَبلتُ نحوَكَ في سَوادِ مَطالبي،
- حتى أتتني باليدِ البيضاءِ
- أُرقي إلى عَرشِ الرّجا رَبَّ النّدى ،
- فكأنّ يومي لَيلَة ُ الإسراءِ
المزيد...
العصور الأدبيه