الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
صفي الدين الحلي
- أتُرى البارقَ، الذي لاحَ ليلاً،
- مرّ بالحيذ من مرابعِ ليلَي
- وتُرى السُّحبَ مذ نشأنَ ثقالاً،
- سَحَبتْ في رُبوعِ بابلَ ذَيلا
- ما أضا البارِقُ العِراقيّ، إلاّ
- أرسلتْ مقلتي من الدّمعِ سيلا
- وتذكرتُ جيرة ً بمغانيـ
- ـهِ ونَدباً من آلِ سنبسَ قَيلا
- عمَّنا بالودادِ في حالة ِ القرْ
- بِ، وأهدى لنا على البُعدِ نَيلا
- وحملنا بضاعة َ الشكرِ مزجا
- ة ً، فأوفَى لنا من الودّ كيلا
- كيفَ أنسَى تلكَ الديارَ ومغنى ً
- عامراً قد ربيتُ فيهِ طفيلا
- أتَمَنّى العراقَ في أرضِ حرّا
- نَ، وهل تدركُ الثريّا سهيَلا
- يا ديارَ الأحبابِ ما كانَ أهنى ،
- بمغانيك، عيشنا، وأُحَيلى
- كم جلونا بأفقكِ البدرَ صُبحاً،
- واجتلينا بجوكِ الشمسَ ليلا
- وأمّنا الأعداءَ لمّا جَعَلنا
- سورَ تلكَ الديارِ رجلاً وخيلا
- انتدي في حماكِ كعباً، ومغنًى ،
- وإذا ئشتُ سنبساً وعقيلا
- أُورِدُ العِيسَ نهرَ عيسى وطوراً
- أُورِدُ الخَيلَ دِجلة ً ودُجَيلا
- إن ورَدتَ الهيجاءَ يا سائقَ العيـ
- ـسِ، وشارفتَ دوحها والنخيلا
- ورأيتَ البدورُ في مشهدِ الشمـ
- ـسِ بفتيانِ بانة ِ والأثيلا
- مِلْ إليها واحبِسْ قليلاً عليها،
- إنّ لي نحوَ ذلك الحيّ ميلا
- وأبلغِ الرملة َ الأنيقة َ وابلغْ
- معشراً لي بربعِها وأهيلا:
- كنتُ جَلْداً، فلم يدَعْ بينُكم للـ
- ـجسمِ حولاً ولا لقلبيَ حيلا
- قد ذَمَمنا بُعَيْدَ بُعدِكُم العَيـ
- ـشَ، فليتَ الحمامَ كانَ قبيلا
المزيد...
العصور الأدبيه