الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
صفي الدين الحلي
- أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
- ويعدلُ فينا باللقاءِ فتعدلُ
- ويُسعِفُنا بالقُربِ منكَ، فتَغتَدي،
- ودونَكَ أستارُ التّحَجّبِ تُسبَلُ
- فملْ نحوَ إخوانِ الصفاءِ، ولا تقل،
- فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
- فإنْ لم تَزُرنا، والخيامُ قَريبَة ٌ،
- ولا سِترَ إلاَّ الأتحميّ المُرَعبَلُ
- فكَيفَ إذا حَقّ التّرَحّلُ في غَدٍ،
- وشُدّتْ لطَيّاتٍ مَطايا وأرحُلُ
- فقَد مَرّ لي يومٌ سَعيدٌ لغَيمِهِ
- لبائدُ عن أعطافِهِ ما تَرَجَّلُ
- ولَيلَة ِ سَعدٍ يَصطَلي العُودَ ربُّها،
- سُروراً، وفي آنائِها البَدرُ يُشغَلُ
- أدارَ بها الوِلدانُ كأساً رويّة ً،
- وشَمّرَ منّي فارِطٌ مُتَمَهِّلُ
- فنَحنُ وقد حَيّا السّقاة ُ بشُربِها،
- فريقانِ مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
- وهَبَّ لَنا شادٍ حَكَى الغُصنَ قَدُّهُ،
- ألفُّ، إذا ما رعتهُ اهتاجَ، أعزلُ
- يَجُسّ من الأوتارِ صُهباً، كأنّها
- خُيوطَة ُ ماريٍّ تُغارُ وتُفتَلُ
- يَفرّ بها من نَحرِهِ، فكأنّهُ
- يطالعها في أمرهِ كيفَ يفعلُ
- إذا هَزّ للتّرجيعِ رخصَ بَنانِهِ،
- يثوبُ فتأتي من تحيتٍ ومن علُ
- تُتابعُهُ فيها رُمُوزٌ، كأنّها
- مُرَزّأة ٌ ثَكلَى تُرِنّ وتُعوِلُ
- إذا واحدٌ منها استَعانَ بصَحبِهِ،
- دعا، فأجابتهُ نظائرُ نحلُ
- وقامَتْ لَنا عندَ السّماعِ رَواقِصٌ،
- عَذَارَى عَلَيهنّ المُلاءُ المُذَيَّلُ
- يحركنَ في الكفينِ شيزاً كأنهُ
- قِداحٌ بكَفّيْ ياسرٍ تَتَقَلْقَلُ
- إذا الرّقصُ هزّ الرِّدفَ منهنّ خِلتَهُ
- يَظَلّ بهِ المُكّاءُ يَعلُو ويَسفُلُ
- فثُبْ نحوَ صَحبٍ لم تَزَلْ مُتَفَضّلاً
- علَيهم، وكانَ الأفضَلَ المُتَفَضِّلُ
- فذا العيشُ لا من أصبحَ السيدُ جاره،
- وأرقَطُ زُهلولٌ، وعَرفاءُ جَيألُ
المزيد...
العصور الأدبيه