الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛ >>
قصائدصفي الدين الحلي
- ولمّا مَدّتِ الأعداءُ باعا؛
- وراعَ النّفسَ كرُّهُمُ سِراعا
- برَزتُ، وقد حسَرْتُ لها القِناعا،
- أقولُ لها، وقد طارَتْ شَعاعا
- مِنَ الأبطالِ وَيحَكِ لا تُراعي
- كما ابتَعتُ العَلاءَ بغَيرِ سَومَ،
- وأحلَلتُ النّكالَ بكلّ قَومٍ
- رِدي كأسَ الفَناءِ بغَيرِ لَومِ،
- فإنّكِ لو سألتِ بَقاءَ يَومِ
- على الأجلِ الذي لكِ لم تطاعي
- فكم أرغمتُ أنفَ الضّدّ قَسراً،
- وأفنَيتُ العِدَى قَتلاً وأسرَا
- وأنتِ مُحيطَة ٌ بالدّهرِ خُبرا،
- فصبراً في مجالِ المَوتِ صبرا
- فما نيلُ الخلودِ بمستطاعِ
- إذا ما عِشتِ في ذُلٍّ وعَجزِ،
- فهلْ للنّفسِ غيري من معزِّ
- وليسَ الخوفُ من أجلٍ بحرزِ،
- ولا ثَوبُ البَقاءِ بثَوبِ عِزِّ
- فيطوى عن أخي الخنعِ اليراعِ
- ولا أعتاضُ عَن رُشدٍ بغَيِّ،
- وثوبُ العزّ في نشرٍ وطيِّ
- لقد حُتِمَ الثناءُ لكلّ شيءِ،
- سَبيلُ المَوتِ غايَة ُ كلّ حيِّ
- وداعيهِ لأهلِ الأرضِ داعي
- فجاهِدْ في العُلى يا قلبِ تُكرَمْ،
- ولا تَطلُبْ صَفارَ العَيشِ تُحرَمْ
- فمَنْ يظفَرْ بطيبِ الذّكرِ يغنَمْ،
- ومَن لا يَغتَبِطْ يَبرَمْ ويَسأمْ
- وتُسلِمْهُ المَنُونُ إلى انقِطاعِ
- أأرغبُ بعدَ قومي في نجاة ِ،
- وأجزَعُ في الوَقائعِ مِن مَماتِ
- وأرضَى بالحياة ِ بلا حُماة ِ،
- وما للعُمرِ خيرٌ في حياة ِ
- إذا ما كانَ من سقطِ المتاعِ
المزيد...
العصور الأدبيه