الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- مَملُوكُكَ اليَومَ أبو حُبّه،
- مجتهدٌ في خسة ِ النفسِ
- يزاحمُ الجمالَ في قوتهِ،
- ويَخزِنُ الفَلسَ على الفَلسِ
- يأكُلُ والغِلمانَ في يَومِهِ،
- فضلة َ ما قد كانَ بالأمسِ
- يودّ يمسي عرضهُ مطلقاً،
- ومالُهُ المَوفُورُ في حَبسِ
- لا يعرفُ الحمامَ لكنهُ
- في البيتِ يحمي الماءَ في الشمسِ
- إذا رأى في قدرهِ لحمة ً،
- تلا عليها آية َ الكرسي
- وإنْ رأى في بيتهِ فارة ً
- بادَرَها بالسّيفِ والتّرسِ
- يُجِلّ أن تُدرِكَ رُغفانَهُ
- حواسُ من يأتيهِ بالخمسِ
- بالسّمعِ والأبصارِ والشّم قد
- تدركُ على الزادِ من الكبسِ
- فإنْ أتَى ضَيفٌ على غِرّة ٍ،
- قابلهُ بالتعسِ والنكسِ
- يلقاهُ بالترغيبِ في الإحتما،
- وبعدهُ الخبزِ والدبسِ
- فإنّ تعدّ أكلهُ لقمة ً،
- رأيتَ في أضلاعِهِ رَفسِي
- فهَذِهِ الأوصافُ مَكسوبَة ٌ،
- أدرَكَها في غُربَتي حِسّي
- قد عَلِمَ السّلطانُ من قَبلِها
- أنّيَ من ذلكَ بالعَكسِ
- ولم أزلْ في رحبِ أكنافهِ
- أقُولُ باللّذّاتِ واللُّبسِ
- وإن تراءتْ في يدي بدرة ٌ،
- أتلفتها في مجلسِ الأنسِ
- فمُذ ثَناني الدّهرُ عن رَبعِهِ،
- ولم يكن ذلكَ في حَدسِي
- وجُزتُ في المَتجَرِ مع مَعشَرٍ
- هَمّهُم في الضّبطِ والبَخسِ
- طوراً على الرومِ أرى بينهم،
- وتارَة ً في بَلَدِ الفُرسِ
- أحبّ من في نفسه خسة ٌ،
- والجنسُ ميالٌ إلى الجنسِ
- ولم أكنْ مستحدثاً نعمة ً
- أفضَى بيَ السّعدُ إلى نَحسِ
- لكنّ شَمسَ الدّينِ مُذ ملّني،
- صَوّحَ نَبتي وذَوَى غَرسِي
- كذاكَ كلّ النبتِ من شأنهِ
- يفسدهُ البعدُ عن الشمسِ
المزيد...
العصور الأدبيه