الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لم تبغِ همتكَ المحلّ العالي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- لم تبغِ همتكَ المحلّ العالي،
- إلاَّ وأنتَ مُوَفَّقٌ لكَمالِ
- وكذاكَ ما عَشقتْ خلائقُكَ العُلى ،
- إلاَّ وللأموالِ قلبُكَ قالي
- أمجدلَ الأبطالِ، بل يا باذِلَ الـ
- ـأموالِ، بل يا حاملَ الأثقالِ
- صَيّرتَ أسحارَ السّماحِ بَواكراً،
- وجعلتَ أيامَ الكفاحِ ليالي
- بحماسة ٍ مقرونة ٍ بسماحة ٍ،
- وجلادة ٍ مشفوعة ٍ بجدالِ
- تُحمي الجِوارَ من الحَوادِثِ مثلَما
- يَحمي فَريسَتَهُ أبو الأشبالِ
- أغياثَ دين اللهِ، يا من رأيُه
- يُغنيهِ عن خَطّيّة ٍ ونِصالِ
- ما كنتُ أعلمث، قبلَ لحتَ لناظري،
- أنّ الخيولَ تسيرُ بالأجبالِ
- طاوَعتُ فيكَ تَفَرّسي وتَوَسّمي،
- وعَصَيتَ فيكَ مَلامَة َ العُذّالِ
- ما زلتُ منذُ سرى ركابكَ مائلاً
- أتوقعُ الإقبالَ بالإقبالِ
- وجهدتُ أني لا أسيرُ ميمماً،
- حتى أمثلَ بالمقرّ العالي
- في جَنّة ِ الفِردوسِ كانَ مُقامناً،
- ويمثلها في الحشرِ ينجحُ فالي
- فكأنّ ذاكَ اليَومَ رِقدَة ُ نائمٍ،
- وكأنّ عَيشي فيهِ طَيفُ خَيالِ
- ما تلكَ للسّلطانِ أوّلَ مِنّة ٍ،
- عَمّتْ يَداهُ بمِثلِها أمثالي
- ملكٌ عرفتُ بهِ الملوكَ، فلم يزلْ
- شعري بهِ عالي، سعريَ غالي
- لمّا رأيتَ لسانَ شُكري قاصِراً،
- ولمتَ ودّي من لسانِ الحالِ
- وحفظتُ عهدكَ مثلَ حِفظي صِحّتي
- وشهدتَ في ذاكَ المقامِ مقالي
- أغراكَ جودكَ بي، فجدتَ تبرعاً،
- وسألتني لمّا أمنتَ سؤالي
- فأبيتُ أن أرضَى ، لصدقِ محبّتي،
- ثَمَناً، وأُرخصُ قَدرَ وُدّي الغالي
- ومنَحتَني، فبَذلتُ مالَكَ في يَدي،
- وحسدتُ جودكَ لي، فجدتُ بمالي
- إذ كنتُ أرغبُ في رِضاكَ، ولم يكن
- لي، مع ودادِكَ رغبة ٌ في المالِ
- وأودّ أن أجري ببالكَ بعضَ ما
- يُجري مَديحُكَ والثّناءُ ببالي
- ما كنتُ أنهكُ بالتوقعِ بالعطا
- عِرضي، فأُسمِنَ جارَتي بهُزالي
- لكن أزيلُ نفيسَ ما ملكتْ يدي
- أنَفاً، وماءُ الوَجهِ غَيرُ مُزالِ
- شِيَمٌ عَهِدتُ بها مَساعيَ مَعشري،
- فسَحَبتُ في آثارِهِم أذيالي
- ما طالَ في الدّنيا تَنَعّمُ راحَتي،
- إلاَّ وقد قَصُرَتْ بها آمالي
- ما في نظامي غيرَ تركِ مدائحي،
- نقصٌ، وذاكَ النقصُ غيرُ كمالي
المزيد...
العصور الأدبيه