الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
صفي الدين الحلي
- لا نِلتُ من طيبِ وَصلِكُم أمَلا،
- إن أنا حاولتُ عنكمُ بدلا
- لا كانَ يوماً يدومُ، غيركمُ،
- قَلبٌ على فَرطِ حبّكم جُبِلا
- لامَ عَذولي علَيكُمُ سَفَهاً،
- وصارمُ الحبّ يسبقُ العذلا
- لاحٍ غدا في الهوى يعنفني،
- وكلّما لامَ في الغَرامِ حَلا
- لأهلِ نجدٍ عندي عهودُ صِباً،
- يحفظها القلبُ كلما بخلا
- لاعِجُ شَوقي إلى لِقائِهِمِ،
- يُنبِهُ قلبي بهِم إذا غَفَلا
- لامعُ بَرقِ الغَرامِ يُذكِرُني
- رَبعاً لقَومٍ من الأنيسِ خَلا
- لازمتُ من دونهِ القفارَ، وقد
- تركتُ فيهِ الرّفاقَ والخوَلا
- لاكتْ بهِ خيلنا مراودها،
- ثمّ استحبتْ من بعدنا العطلا
- لأظهُرِ الصّافناتِ خَيّالَة ٌ
- منا، وأما قلوبهنّ، فلا
- لأقطَعَنّ القِفارَ مُمتَطِياً
- جوادَ عزمٍ للنجمِ منتعلا
- لَئِن هَمَمتُ كانَ لي هِمَمٌ
- تفتحُ لي باهتمامها سبلا
- لا خِفتُ بُؤساً، ونائلُ الملكِ المنـ
- ـصورِ للعالمينَ قد كفلا
- لابِسُ ثَوبِ العَفافِ مدّرِعٌ
- من سُندسِ المَجدِ والتّقى حُلَلا
- لاحَ فقومٌ تعدّ طلعتهُ
- رزقاً، وقومٌ تعدهُ أجلا
- لأخصمنّ الزمانَ مرتجلا،
- وأنظمنّ القريضَ مرتجلا
- لاقَ بأمثالهِ، ومحكمهُ
- لمن غدا ذكرُ حلمهِ مثلا
- لأغزرِ المنعمينَ طولَ ندى ً،
- وأرفَعِ العالمينَ طُورَ عُلى
- لأروَعٍ لا تَزالُ راحتُهُ
- تَجُودُ للنّاسِ قَبلَما تُسَلا
- لاحقُ شأوِ الكرامِ سابقهم،
- في جريهِ للعلى ، إذا قفلا
- لاذَ بهِ الوافدونَ، فامتَلأتْ
- منهُ يداهم، وصدقوا الأملا
- لاجيَة ٌ من نَدَى يَدَيهِ إلى
- ركنٍ مشيدٍ لعيهم حملا
- لا تَخْشَ يا ابنَ الكرامِ من زَمَنٍ
- أمرتهُ بالصلاحِ، فامتثلا
- لا واكَ قومٌ، فكانَ حظهمُ
- طلُّ دمٍ في الوَغَى وضربُ طُلَى
- لاقيتهم، والعجاجُ لو خضبتْ
- بهِ فُروعُ الدُّجَى لمَا نَصَلا
- لأنتَ من مَعَشرٍ بعَدلِهِمِ
- قومَ زيغُ الزمانِ، فاعتدلا
- لانَ لكَ الدّهرُ بَعدَ شِدّتِهِ،
- فَجادَ للنّاسِ بَعدَما بَخِلا
- لأجلِ ذا أنجُمُ العُلى طَلَعَتْ
- بهِ، ونجمُ الضّلالِ قد أفَلا
- لأرْبُعُ المَجدِ منكَ آنِسَة ٌ،
- فلا خلا ربعها، ولا عطلا
المزيد...
العصور الأدبيه