الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
صفي الدين الحلي
- قليلٌ إلى غيرش اكتسابِ العُلى نهضي،
- ومُستَبعَدٌ في غيرِ ذَيل التّقى رَكضي
- فكيفَ، ولي عزمٌ، إذا ما امتَطَيتُه
- تيقنتُ أنّ الأرضَ أجمعَ في قبضي
- وما ليَ لا أغشَى الجِبالَ بمِثلِها
- من العزمِ، والأنضاءَ في وَعرِها أُنضي
- على أنّ لي عَزماً، إذا رُمتُ مَطلَباً
- رأيتُ السّما أدنّى إليّ مِنَ الأرضِ
- أبَتْ هِمّتي لي أنْ أذُلّ لناكِثٍ
- عرى العهد أو أرضَى من الوِرد بالبرضِ
- وأُصبحُ في قيدِ الهوانِ مكبَّلاً،
- لدَى عصبة ٍ تُدمي الأناملَ بالعضِّ
- ولكنّني أرضى المَنونَ، ولم أكُنْ
- أغُضُّ على وَقعِ والمذَلّة ِ أو أُغَضي
- أقي النّفسَ بالأموالِ حيثُ إذا وَقَتْ
- كنوزُ اللُّهَى نَفسي وقَيتُ بها عِرضي
- ولا أختَشي إن مَسّني وقعُ حادِثٍ،
- فتلكَ يَدٌ جَسّ الزّمانُ بها نَبضي
- فَواعَجبا يَسعى إلى مِنَنِ العِدى
- ليُدرِكَ كُلّي من يُقصّرُ عن بعضي
- ويَقصِدُني مَن لو تَمَثّلَ شخصُهُ
- بعينِ قذًى ما عاقَ جَفني عنن الغُمض
- نصَبتُ لهمْ صدرَ الجَوادِ مُحارِباً،
- لأرفَعَ ذِكري عندَما طلبوا خفضي
- غذا ما تقَلّدتُ الحُسامَ لغارَة ٍ؛
- ولم ترضِهِ يومَ الوَغي فلِمَن تُرضي
- سألبسُ جلبابَ الظّلامِ مُنكِّباً
- مرابضَ أرضٍ طالَ في غابِها رَبضي
- فإنْ أحْيَ أدرَكتُ المُرامَ، وإنْ أمُتْ
- فلِلّهِ ميراثُ السّمواتِ والأرضِ
- صَبرنا علَيهم واقتَضَبنا بثارِنا،
- ونَصبرُ أيضاً للجَميعِ ونَستَقضي
- غزاهم لساني بعدَ غزوِ يدي لهُمْ،
- فلا عَجَبٌ أن يَستَمرّوا على بُغضي
- فإنْ أمنوا كفّي فَما أمِنوا فَمي،
- وإنْ ثلموا حدّي فما ثلموا عِرضي
- وإنْ قصّروا عن طولِ طَولهمُ يدي،
المزيد...
العصور الأدبيه