الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ،
- يا أبا بكرَ عَقدُ بَيعَة ِ وُدّي
- فلهذا، إذا تقادمَ عهدُ
- بيننا حُلتَ عن وَفائي وعَهدِي
- يا سميّ الصديقِ، ما كنتَ في صـ
- دّك إلاّ مُصَدِّقاً قولَ ضِدّي
- أنتَ ألزمتني بأخلاقكَ الغُـ
- ـرّ وَداداً في حالِ قُربي وبُعدي
- ثمّ قاسمتني، فعندكَ قلبي
- حينَ فارقتَني، وذكرُك عندي
- كلَّ يومٍ أقولُ: قد قال مولايَ،
- وما قلتُ ساعة ً: قال عَبدي
- يا نديمي، إذا تفردَ بي الفكـ
- ـرُ، ويا مُؤنسِي، إذا كنتُ وحدي
- أنتَ تدري ما كان بعدَك حالي،
- فتُرى كيفَ كان حالُكَ بعدي؟
- هل تُقاسي الحنينَ مثلي، وهل تحـ
- ـمِلُ شَوقِي، وهل تكابدُ وَجدي
- فتُرى لِمْ قطَعتَ كُتبي وقطَّعْـ
- ـتَ حِبالَ الوَفا بإخلافِ وعدي
- لاكتابٌ به ابتدأتَ، ولا ردُّ
- جَوابٍ، ولو بحَبّة ِ وَرْدِ
- ويكَ أنَّى لكَ الجُزارة ُ والحُمـ
- ـقُ؟ أجبني، وأنتَ في ذاك جندي
- أنا أولى بها لعِدّة ِ أقسا
- مٍ جِسامٍ لكن أُسِرُّ وتُبدي
- ما سَرايا أبي، وما ابنُ أبي القا
- سم عمّي، وما مَحاسنُ جَدّي
- كما قيلَ يقولُ: تَدبيرُ قَيسِ الـ
- ـرّأيِ دوني وبأسُ عمرو بن غير
- َ أنّي مُذ أطلَقَتْ نُوَبُ الأ
- يّامِ حدّي ما جُزتُ بالحمقِ حدّي
- بل تعودتُ أن أصغرَ قدري،
- لصديقي، ولا أُصعرَ خدّي
- فلَئِنْ كان منكَ ذلكَ بالقَصدِ،
- ولم تَخشَ من صَواعقِ رَعدي
- لا أُجازيكَ بالإهانَة ِ والسّـ
- ـبّ، ولكن جزاك يا نَحسُ عندي
المزيد...
العصور الأدبيه