الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> عاندهُ في الحُبّ أعوانُه، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- عاندهُ في الحُبّ أعوانُه،
- وخانهُ في الردّ إخوانُه
- متيمٌ، ليسَ لهث ناصرٌ،
- أولُ من عاداهُ سلوانُه
- يكتمُ ما كابدَهُ قلبُه،
- ويعجزُ الأعينَ كتمانُه
- ما شانهُ إلاّ مقالُ العدَى ،
- وقد همتْ عيناهُ، ماشانُه
- كُلّفَ إخفاءَ الهوَى قَلبُه،
- فعَزّ مِن ذلك إمكانُه
- أمانَة ٌ يُشفِقُ مِن حَملِها
- لفَرطِ ذاكَ الثّقلِ إنسانُه
- من لمحبٍّ قلبهُ هائمٌ
- يحنُّ، والأحبابُ جيرانُه
- ما شامَ برقَ الشامِ إلاّ همتْ
- بِوابِلِ الأدمُعِ أجفانُه
- سقَى حمَى وادي حماة َ الحيَا،
- وصَيّبُ الوَدقِ وهتّانُه
- وحبّذا العاصي، ويا حَبّذا
- دَهشَتُهُ الغَرّا ومَيدانُه
- وادٍ إذا مرّ نسيمٌ بهِ
- تَعَطّرَتْ بالمِسكِ أردانُه
- تستأسِرُ الأبطالَ آرامُه،
- وتقنصُ الأسادَ غزلانُه
- كم فيه من ظبيٍ هضيمِ الحشا،
- إذا انثنى يحسدُه بانُه
- تشابهتْ عندَ مرورِ الصَّبا
- قدودُ أهليهِ وأغصانُه
- كم ليلة ٍ قضيتُ في مرجهِ،
- وقد طَمَتْ بالماءِ غُدرانُه
- والأفقُ حالٍ بنجومِ الدُّجَى ،
- قد كُلّلَتْ بالدُّرّ تيجانُه
- كأنّما الجوزاءُ فيهِ، وقد
- حَفّ بها البَدرُ وكَيوانُه
- بيتُ بني أيوبَ، إذْ شيدتْ
- بالمَلكِ النّاصرِ أركانُه
- بيتٌ أثيلٌ، بحرُهُ وافرٌ،
- قد سلمتْ في المجدِ أوزانُه
- لا غروَ إن أمسَى مَشيِداً، وقد
- أُسّسَ بالمَعرُوفِ بُنيانُه
- شيدهُ الناصرُ من بعدِ ما
- قد كادَ أن ينزَغَ شَيطانُه
- ملكٌ كأنّ الدهرَ عبدٌ له،
- وسائرُ الأيام أعوانُه
- وفى َ لهم في قولِهِ، والوفا
- قد بليتْ في اللحدِ أكفانُه
- لا زالَ يُحيي بنداهُ الورى ،
- ويُغرِقُ العالَمَ طوفانُه
- يا أيها الملكُ الذي سرُّه
- طاعَة ُ ذي الأمرِ وإعلانُه
- تَهنَّ بالملكِ الذي لم تكنْ
- تُلقَى إلى غيركَ أرسانُه
- طَلائعُ الإقبالِ جاءَتْ، وذا
- مقتبلُ العمرِ وريعانُه
- هذا كِتابٌ ناطقٌ بالعلى ،
- وهذه الرتبة ُ عُنوانُه
- فافخرْ، فما فخرُكَ بَدعاً، وقد
- قامَ لأهلِ العصرِ بُرهانُه
- يَفخرُ ذو الملكِ، إذا ما بَدا
- لهُ من السلطانِ إحسانُه
- فكيفَ من والدهُ قد قضَى ،
- فأصبَحَ الوالدَ سلطانُه
- زكّاكُمُ قُربانُ إيمانِكُم
- بهِ، وزكّى الغَيرَ إيمانُه
- من يكُ إسماعيلُ اصلاً له
- لا بَدَعَ أن يُقبَلَ قُربانُه
- أبٌ بهِ ترفعُ عن مجدكم
- قواعدُ البيتِ وأركانُه
- ابلجُ لا يخسرُ من أمَّهُ
- يوماً، ولا يخسرُ ميزانُه
- تكادُ أن تعشو إلى ضيفِه
- لفَرطِ ما تَهواهُ نيرانُه
- إنْ ذُكرَ العِلمُ، فنُعمانُه،
- او ذكرَ الحكمُ فلقمانُه
- أحزننا فقدانُهُ، فانجلتْ
- بالمَلِك الأفضلِ أحزانُه
- سَلامُ ذي العَرشِ على نَفسه،
- ورحمة ُ اللهِ ورضوانُه
المزيد...
العصور الأدبيه