الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،
صفي الدين الحلي
- سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،
- إنْ لم تشقّ مرائرٌ وقلوبُ
- وتملقاً سكبُ الدموعش على الثرى
- إنْ لم يُمازِجها الدّمُ المَسكُوبُ
- يا حمزة َ الثاني الذي كادتْ لهُ
- صمُّ الجبالِ الراسياتِ تذوبُ
- إن ضاعَ ثارُكَ بينَ آلِ محاسنٍ،
- تلكَ المحاسنُ كلّهنَ عيوبُ
- لم أبكِ بالحزنِ الطويلِ تملقاً،
- حزني عليكَ وقائعٌ وحروبُ
- فلأبكِيَنّكَ بالصّوارِمِ والقَنا،
- حتى يحطَّمَ ذابلٌ وقضيبُ
- لايأملنّ بنو أبي الفضلِ البقا،
- إنّ الفَناءَ إلَيهِمُ لقَريبُ
- ووَراهمُ من آلِ سِنبِسَ عصبَة ٌ
- مُرْدٌ، وشُبّانٌ تُهابُ، وشِيبُ
- قومٌ، إذا غضِبوا على صرفِ القَضا،
- جاءَ الزّمانُ من الذّنوبِ يَتوبُ
- وإذا دُعوا يوماً لدَفعِ مُلِمّة ٍ،
- بسموا وفي وجهِ الزمانش قطوبُ
- إن خوطبوا، فحديثهم وخطابُهم
- خَطبٌ وفي يومِ الجِدالِ خَطيبُ
- فليبكينكَ طرفُ كلّ مثقفٍ
- يُزهَى بحَملِ سِنانِهِ الأُنبوبُ
- يبكيكَ في يومِ الهياجِ بأعينٍ
- خُزرٍ، مَدامِعُها الدّمُ المَصبوبُ
- والصّبحُ لَيلٌ بالعَجاجِ، وقد بَدا
- بالبِيضِ في فَودِ العَجاجِ مَشيبُ
- ولقد رَضيتَ بأنْ تَعيشَ مَنزَّهاً،
- لا غاصباً فيها، ولا مغصوبُ
- في منصبٍ، للهِ فيهِ طاعة ٌ
- تُرضي، وللفقراءِ فيهِ نَصيبُ
- ستثيرُ ثاركَ، يا ابنَ حمزة َ، عصبة ٌ
- شُمّ الأُنوفِ إلى القِراعِ تَثوبُ
- نُجَباءُ من آلِ العَريضِ، إذا سطوا
- يوماً، أفادوا الدّهرَ كيفَ ينوبُ
- سمعَتْ بمصرَعِكَ البلادُ فأرجفتْ،
- وتَواتَرَ التّصديقُ والتّكذيبُ
- وبكَى لرُزئِكَ صَعبُها وذَلُولُها،
- وشكا لفقدكَ شاتُها والذيبُ
- تبكي العتاقُ، إذا نعتكَ عواتقٌ،
- ويَحِنّ بَينَكَ إذْ أبانَ النُّوبُ
- فجعتْ بك الدنيا، فلا وجهُ العُلى
- طليقٌ، ولا صدرُ الزّمانِ رحيبُ
- إذ أنتَ في يومِ الجلادِ على العِدى
- يا شمسَ أفقٍ لم يكنْ من قبلِها
- للشمسِ في طيّ الصعيدِ غروبُ
- إنْ غيبتْ تلكَ المحاسنُ في الثرى
- فجميلُن ذكركَ في البلادِ يجوبُ
- حزتَ المحامدَ بالمكارمِ ميتاً،
- فغَدا لكَ التأبينُ لا التأنيبُ
- فابشرْ، فإنكَ بالثناءِ مخلدٌ،
- ما غابَ إلاّ شخصُكَ المحجوبُ
- حيّا الحيا جدثاً حللتَ بتربِه،
- حتّى تعطرَ نشره، فيطيبُ
- لا زالَ تبكيهِ عيونَ سحائبٍ،
- للبرقِ في حافاتِهنّ لهيبُ
- تهمي عليهِ للسحابِ مدامعٌ،
- فتشقّ فيهِ للشقيقِ جيوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه