الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
- وفُقتَ النّاسَ فَضلاً وانتِسابَا
- فكيفَ رَضيتَ أن أشكوكَ يوماً،
- وأغلظ في الكتابِ لكَ العتابا
- أزجي الكتبَ من فذٍ ومثنى ً،
- فلَستَ تُعيدُ عن خَمسٍ جَوابَا
- وأحسَبُ عَدّها ببَنانِ كَفّي،
- كذلكَ شأنُ من عملَ الحسابا
- فكمْ أوليكَ وداً واعتقاداً،
- فتُوليني صُدوداً واجتنابَا
- هدَمتَ القَلبَ ثمّ سكَنتَ فيهِ،
- فكَيفَ جعَلتَ مَسكنكَ الخَرابَا
- فزرنا إنّ مجلسنا أنيقٌ،
- يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشّبابَا
- يُقابِلُهُ بُخارِيٌّ تَلَظّى ،
- فتحسبُ حرّ آبٍ منهُ آبا
- له تاجٌ يركَ النارَ تجلَى ،
- وتَنظُرُ للدّخانِ بِهِ احتِجابَا
- فوِلدانٌ تُديرُ بذا مُداماً،
- وغِلمانٌ تُديرُ بذا كِتَابَا
- ولَيلَتُنا شَبيهُ الصّبحِ نُوراً،
- وقد عَقَدَ البَخورُ بها ضَبَابَا
- كأنّ ظَلامَها بالشّمعِ فَودٌ،
- وقد وخطَ القتيرُ به، فشابَا
- ويرفدُ ضوءَ شمعتنا غلامٌ
- لها في اللّيلِ تَحسَبُهُ شِهابَا
- تقاصرَ دونها قداً، وقدراً،
- وجاوزها ضياءً والتهابَا
- إذا اقتَسَمَ العَقائرَ مَن لَدَيها،
- جعَلنا اسمَهُ الشّحمَ المُذابَا
- وقهوتنا من المطبوخِ حلٌّ،
- إذا رُعيَ الفقيهُ لها أجابا
- تجلتْ في الزجاجِ بغيرِ خدرٍ،
- وصَيّرَتِ الحَبابَ لها نِقابَا
- ولمّا ساقنا نظمٌ بديعٌ،
- يَسرّ النّفسَ خَطّاً، أو خِطابَا
- جَعَلنا الماءَ شاعرَنا، فلَمّا
- جرت في فكرهِ نظمَ الحبابا
- فزرنا تكملِ اللذاتُ فينا،
- ولا تفتحْ لنا في العتبِ بابا
- ولا تَجعَلْ كلامَ الضّدّ عُذراً،
- تَصُدّ بهِ الأحبّة َ والصّحابَا
- فإنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ،
- إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا
- ومثلُكَ لا يُدَلّ على صَوابٍ،
- وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ الصّوابَا
المزيد...
العصور الأدبيه