قصائدصفي الدين الحلي



حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
صفي الدين الحلي



  • حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،

  • وفُقتَ النّاسَ فَضلاً وانتِسابَا

  • فكيفَ رَضيتَ أن أشكوكَ يوماً،

  • وأغلظ في الكتابِ لكَ العتابا

  • أزجي الكتبَ من فذٍ ومثنى ً،

  • فلَستَ تُعيدُ عن خَمسٍ جَوابَا

  • وأحسَبُ عَدّها ببَنانِ كَفّي،

  • كذلكَ شأنُ من عملَ الحسابا

  • فكمْ أوليكَ وداً واعتقاداً،

  • فتُوليني صُدوداً واجتنابَا

  • هدَمتَ القَلبَ ثمّ سكَنتَ فيهِ،

  • فكَيفَ جعَلتَ مَسكنكَ الخَرابَا

  • فزرنا إنّ مجلسنا أنيقٌ،

  • يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشّبابَا

  • يُقابِلُهُ بُخارِيٌّ تَلَظّى ،

  • فتحسبُ حرّ آبٍ منهُ آبا

  • له تاجٌ يركَ النارَ تجلَى ،

  • وتَنظُرُ للدّخانِ بِهِ احتِجابَا

  • فوِلدانٌ تُديرُ بذا مُداماً،

  • وغِلمانٌ تُديرُ بذا كِتَابَا

  • ولَيلَتُنا شَبيهُ الصّبحِ نُوراً،

  • وقد عَقَدَ البَخورُ بها ضَبَابَا

  • كأنّ ظَلامَها بالشّمعِ فَودٌ،

  • وقد وخطَ القتيرُ به، فشابَا

  • ويرفدُ ضوءَ شمعتنا غلامٌ

  • لها في اللّيلِ تَحسَبُهُ شِهابَا

  • تقاصرَ دونها قداً، وقدراً،

  • وجاوزها ضياءً والتهابَا

  • إذا اقتَسَمَ العَقائرَ مَن لَدَيها،

  • جعَلنا اسمَهُ الشّحمَ المُذابَا

  • وقهوتنا من المطبوخِ حلٌّ،

  • إذا رُعيَ الفقيهُ لها أجابا

  • تجلتْ في الزجاجِ بغيرِ خدرٍ،

  • وصَيّرَتِ الحَبابَ لها نِقابَا

  • ولمّا ساقنا نظمٌ بديعٌ،

  • يَسرّ النّفسَ خَطّاً، أو خِطابَا

  • جَعَلنا الماءَ شاعرَنا، فلَمّا

  • جرت في فكرهِ نظمَ الحبابا

  • فزرنا تكملِ اللذاتُ فينا،

  • ولا تفتحْ لنا في العتبِ بابا

  • ولا تَجعَلْ كلامَ الضّدّ عُذراً،

  • تَصُدّ بهِ الأحبّة َ والصّحابَا

  • فإنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ،

  • إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا

  • ومثلُكَ لا يُدَلّ على صَوابٍ،

  • وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ الصّوابَا



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك