الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
صفي الدين الحلي
- جاءَتْ لتَنظُرَ ما أبقَتْ من المُهَجِ،
- فعطرتْ سائرَ الأرجاءِ بالأرجِ
- جَلَتْ عَلَينا مُحَيّاً لو جلَتهُ لَنا
- في ظُلمَة ِ اللّيلِ أغنانا عن السُّرُجِ
- جميلة ُ الوجهِ، لو أنّ الجمالَ بها
- يولي الجميلَ لأشجتْ فودَ كلّ شجِ
- جورية ُ الخدّ يحمى وردُ وجنتها
- بحارسٍ من نبالِ الغنجِ والدعجِ
- جازتْ إساءة َ أفعالي بمغفورة ٍ،
- فكانَ غُفرانُها يُغني عنِ الحِجَجِ
- جارَتْ لعِرفانِها أنّي المَريضُ بها،
- فما عليّ إذا أذنبتُ من حرجٍ
- جستْ يدي لترى ما بي فقلتُ لها:
- كُفّي، فذاكَ جوًى لولاكِ لم يَهجِ
- جفَوتنِي، فرأيتُ الصّبرَ أجملَ بي،
- والصمتُ بالحبّ أولى بي من اللهجِ
- جارَتْ لِحاظُكَ فينا غيرَ راحمة ٍ،
- ولذّة ُ الحبّ جَورُ النّاظرِ الغَنِجِ
- جوري فلا فرجاً لي من عذابكِ لي،
- إلاّ يدَ الملكِ المنصورِ بالفرجِ
- جوادُ كفٍّ تروعُ الدهرِ سطوتهُ،
- فلا تصاحبُ عضواً غيرَ مختلجِ
- جَدّتْ لِما تَرتَضي العَلياءُ هِمّتُه،
- فالمُلكُ في رَقدَة ٍ، والحربُ في رَهَجِ
- جنَتْ على مالِهِ أيدي مكارِمِه،
- فَلا يَبيتُ بطَرفٍ غَيرِ مُنزَعِجِ
- جهدُ المواهبِ أن تغنى خزائنهُ،
- حتى كأنّ بها ضرباً من اللججِ
- جَدّتْ إلَيهِ بَنُو الآمالِ مسرِعَة ً،
- فأكثروا نحوهُ بالسعي والحججِ
- جَونٌ إذا شِمتَ برقَ السيّفِ من يدِهِ
- تَراهُ مُنبَلِجاً في كفّ مُنبلِجِ
- جنَى ثمارَ المعالي حينَ حاولها،
- بصارِمٍ ما خَلا في الحَربِ من هَرَجِ
- حالتْ قناة ُ المنايا في مضاربهِ،
- فظلّ ينقصُ أبكاراً من المهجِ
- جَزياً أبا الفَتحِ، غاياتِ الفَخارِ، فقد
- أمسكتْ طلابهُ في مسلكٍ حرجِ
- جَلَلَتَ حتى لوَ أن الصّبحَ لُحتَ بهِ
- وقلتَ: قِفْ لا تَلجْ في اللّيلِ لم يَلجِ
- جَرّدتَ أسيافَ نَصرٍ أنتَ جَوهرُها،
- في حالكٍ من ظلامِ النقعِ منتسجِ
- جَبَرتَ كسرَ المَعالي يا ابنَ بَجدَتِها
- بها وقومتَ ما بالدينِ من عوجِ
- جمارُ نارٍ، ولكن من عوائدها
- اطفاءُ ما في صدورِ القومِ من وهَجِ
- جوازِمٌ إن أرَدتَ البَطشَ كُنّ يَداً،
- وإن رَقيتَ المَعالي كنّ كالدّرَجِ
- جلَوتَ كَربَ الوَرى بالمكرُماتِ، كما
- جلَوتَ تلكَ الرّدى بالمَنظَرِ البَهجِ
- جعَلتَ جودَكَ دونَ الوَعدِ مُعترِضاً،
- ووَعدُ غَيرِكَ ضِيقٌ غيرُ مُنْفَرِجِ
- جئناكَ، يا ملكَ الدنيا، وواحدها،
- نؤمّ بالدرّ نهديهِ إلى اللججِ
- جُزنا البِلادَ، ولم نَقصِد سواك فتًى ،
- مَن يَحظَ بالدُّرّ يَستَغنِ عن السّبَجِ
- جمعتَ فضلاً، فلا فرقتهُ أبداً،
- أنتَ الفريدُ وجلّ الناسِ كالمهجِ
المزيد...
العصور الأدبيه