الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- تنزهُ عتبي عن خطاكَ صوابُ،
- وصَمتيَ عن رَدّ الجَوابِ جَوابُ
- وما كلّ ذَنبٍ يَحسُنُ الصّفحُ عندَه،
- ألا رُبّ ذَنبٍ ليسَ منهُ مَتابُ
- أفي كلّ يومٍ لي إليكَ رسائلٌ،
- وفي كلّ وقفة ٌ وعتابُ
- أعللُ روحي بالورودِ على الظما،
- وأُطمِعُها بالماءِ، وهوَ سَرابُ
- أتَجعَلُ غَيرِي في هَواكَ مماثلي،
- وما كلّ أعلاقِ الخيولِ سكابُ
- إذا كَدّرَتْ وِردي الأسودُ أبَيتُهُ،
- فكَيفَ إذا ما كدّرَتهُ كِلابُ
- وما فيهِ من عيبٍ عليّ، وإنّما
- عليكَ بهذا لا عليّ يعابُ
- أبَى اللَّهُ أن ألقَى قبيحَكَ بالرّضَى ،
- فصبري على ذاكَ المصابِ مصابُ
- إذا اختَلّ ودّ الخِلّ من غَيرِ مُوجبٍ،
- فلي نحوَ أهلِ الودّ منه ذهابُ
- وكان غرامي فيكَ، إذ كنتَ وامقاً
- بصَوني، كما صانَ الحُسامَ قِرابُ
- وقدرُكَ ما بَينَ الأنامِ مُمَنَّعاً،
- لكَ العِزُّ ثَوبٌ، والحَياءُ نِقابُ
- وما بيننا سترٌ يراعى سوى التقَى ،
- ولا دونَنا إلاَّ العَفافُ حِجابُ
- فكيفَ وقد أصحبتَ في الحيّ مهملاً
- لكلّ مُريدٍ نحوَ وَصلِكَ بابُ
- فلا تدعني للقربِ منكَ جهالة ً،
- فَمَا كلّ داعٍ في الأنامِ يُجابُ
- وليسَ فراقٌ ما استَطعتُ، فإن يكنْ
- فراقً على حالٍ، فليسَ إيابُ
المزيد...
العصور الأدبيه