الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
صفي الدين الحلي
- ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
- فماسَتْ به، أم من كؤوسِ رَحيقِهِ
- مليحٌ يغيرُ الغصنَ عندَ اهتزازهِ،
- ويُخجِلُ بَدرَ التّمّ عندَ شُرُوقِهِ
- فَما فِيهِ شيءٌ ناقِصٌ غَيرَ خَصرِهِ؛
- ولا فِيهِ شيءٌ بارِدٌ غَيرَ رِيقِهِ
- ولا ما يسوءُ النفسَ غيرُ نفارهِ،
- ولا ما يرعُ القلبَ غيرُ عقوقهِ
- عجبتُ له يبدي القساوة َ عندما
- يُقابِلُنِي من خَدّهِ برَقيقِهِ
- ويلطفُ بي من بعدِ إعمالِ لحظهِ،
- وكيفَ يُرَدّ السّهمُ بعدَ مُروقِهِ
- يقولونَ لي، والبدرُ في الأفقِ مشرقٌ:
- بذا أنتَ صبٌّ؟ قلتُ: بل بشقيقهِ
- فلا تنكروا قتلي بدقة ِ خصرهِ،
- فإنّ جَليلَ الخَطبِ دونَ دَقيقِهِ
- ولَيلَة َ عاطاني المُدامَ، ووجهُهُ
- يرينا صبوحَ الشربِ حالَ غبوقِهِ
- بكأسٍ حكاها ثَغرُهُ في ابتِسامَة ٍ،
- بما ضَمّهُ من دُرّهِ وعَقيقِهِ
- لقد نلتُ، إذ نادمتُهُ، من حديثهِ
- من السكرِ ما لا نلتهُ من عقيقهِ
- فلَم أدرِ من أيّ الثّلاثَة ِ سَكرَتي،
- أمنْ لحظهِ أم لفظهِ أم رحيقهِ
- لقد بعتهُ قلبي بخلوة ِ ساعة ٍ،
- فأصبحَ حَقّاً ثابتاً مِن حُقوقِهِ
- وأصبَحتُ نَدماناً على خُسرِ صَفقَتي،
- كذا من يبيعُ الشيءَ في غيرِ سوقهِ
المزيد...
العصور الأدبيه