الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
صفي الدين الحلي
- ادِرها بلُطفٍ، واجعلِ الرّفقَ مَذهَبَا،
- وحَيّ بهِ كأساً من الرّاحِ مُذهَبَا
- ولا تَطغَ في حَثّ الكؤوسِ لأنّنا
- شربنا لنحيا، ما حيينا لنشربَا
- فإنّ قَليلَ الرّاحِ للرّوحِ راحَة ٌ،
- فإن زادَ مقداراً عن العدلِ أتعبَا
- فلا تَكُ مَن أعطَى المُدامَ قِيادَهُ،
- فأودَتْ به واستَوطأ الجَهلَ مَركَبَا
- فإن كثيراً من يظنّ كثيرَها،
- إذا زادَ زادَ النّفعُ أو كانَ أقرَبَا
- كظنهمِ في كثرة ِ الأكلِ أنّها
- إذا أفرَطتْ أمسَى بها الجسمُ مُخصِبَا
- أضلوا الورى من جهلهم وتنزهوا
- عن الجهلِ حتى صارَ جهلاً مركبَا
- وأعجبُ أنّ السكرَ في كلّ ملة ٍ
- حرامٌ، وإنْ أمسَى إليها محببَا
- وتُكثِرُ منها المُسلمونَ لسُكرِها،
- وتتركُ نفعاً للقليلِ محرَّمَا
- وإنْ نَظَرُوا يوماً لَبيباً مُداوِياً
- بها الهَمَّ، قالوا: باخلاً مَتَطَبّبا
- وما السّكرُ إلاَّ حاكمٌ مُتَسَلِّطٌ،
- إذا هو قاوَى أغلباً كانَ أغلبَا
- فإنْ شئتَ يوماً شُربَها، فاتّخِذْ لها
- حَكيماً لَبيباً، أو نَديماً مُهَذَّبَا
- وخلٍّ دعاني للصبوحِ أجبتُه،
- وقلتُ له: أهلاً وسهلاً ومرحبَا
- وأقطَعتُهُ كِفلاً من الأمنِ بَعدَما
- بسطتُ له صدراً من الدهرِ أرحبَا
- وأبرزتها صفراءَ تحسبُ كأسها
- غِشاءً من البَلّورِ يَحمِلُ كَهرَبَا
- وعاطَيتُهُ صَفراءَ يُشرِقُ وجهُها
- بنورٍ يُرينا أدهَمَ اللّيلِ أشهَبَا
- طليقة ُ وجهٍ ثغرُها متبسمٌ،
- إذا ما حَساها باسمُ الثّغرِ قَطّبَا
- وبتنا نوفي العيشَ باللهوِ حقهُ،
- ونَسرَحُ في رَوضٍ من الأنسِ أعشَبَا
- وإنّي لأهوى من ندامايَ ماجداً،
- إذا خامرتهُ الراحُ زادَ تأدبَا
- إذا ما أمرتْ مرة ٌ في مذاقِها،
- رآها لقربي من جنى النحلِ أعذبَا
- فأوجَبَ مع مِثلي على النّفسِ شُربَها،
- فإنْ لم يكن مثلاً أرى التركَ أوجبَا
المزيد...
العصور الأدبيه