الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- إذا ابتدأ الساقي وثنّى وثلثا،
- وجَسّ لنا الشّادونَ مَثنى ومَثلَثَا
- وهَبّ لنا شادٍ حَكَى الغصنَ قدُّهُ،
- يرددُ طرفاً صامتاً متحدثا
- أخو نشطة ٍ، فحلُ اللحاظِ، مذكرٌ،
- يخالُ لترخيمِ الكلامِ مؤنثا
- إذا لحظهُ، أو لفظهُ ظلّ نافثاً
- بسِحرٍ لنا لم نَدرِ مَن كانَ أنفَثَا
- فيُنشِدُ من شِعري رَقيقاً مُخَمَّساً،
- ويرشفُ من خمري رحيقاً مثلثا
- ويمزجُ لي في الكأسِ بكراً قديمة َ،
- تَخالُ خِباها من جنى النّحلِ مُحدَثَا
- إذا بسمتْ للهمّ راحَ مقطبً؛
- وإن سَفَرتْ للحُزنِ سارَ مُحَثحِثَا
- فلا تخلني إن طرتُ بالسكرِ تائهاً
- أرومُ بأهداب النّجومِ تَشَبُّثَا
- ولا أن تَراني تائِهَ العَقلِ طائِشاً،
- أرى الرّشدَ عندي أن أقولَ وأعبَثَا
- ولا أنثَني عن حالَة ٍ وأُعيدُها،
- وأُقسِمُ أنّي لا أعودُ وأحنَثَا
- فَما العُمرُ إلاَّ مثلُ خَطفَة ِ طائرٍ،
- يمُرّ سريعاً لا يُطيقُ تَلَبُّثَا
- لذلكَ إنّي أنهَبُ العَيشَ قاطِعاً
- ثِمارَ المُنَى ، حتى أمُوتَ وأُبعَثَا
المزيد...
العصور الأدبيه