الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا،
- فأفرطَ في تواترهِ وزادا
- أظُنُّ الغَيثَ يَحسُدُنا علَيه.
- فيمنعُ من زيارتكَ العبادَا
- همى فرأيتُ منهُ السحّ شحاً،
- سحاباً ما عهدتُ بهِ العهادا
- إذا رُمنا لحَضرَتِكَ ازدِياداً،
- نوهمُ أننا رمنا ازديادا
- أعادَ الأرضَ في صَفَرٍ رَبيعاً،
- وكانَ رَبيعُنا فيها جُمادَى
- وما باراكَ في فَضلٍ بهَطلٍ،
- ولكن زادَنا فيكَ اعتقادَا
- وكيفَ يَرومُ أن يحكيكَ جُوداً،
- بفرطِ الهطلِ، أو يدعى جوادا
- وأنتَ وقد أفدتَ ضحوكَ ثغرٍ،
- ويَبدو بالبُكاءِ، وما أفادَا
- وأينَ الغَيثُ من إنعامِ مَولًى ،
- يُنَوَّلُ كلَّ قَلبٍ ما أرادَا
- أغرُّ تراهُ أعلى الناسِ نقداً،
- إذا ما رُمتَ للنّاسِ انتِقادَا
- قليلُ الغمضِ في طلبِ المعالي،
- ومَن عَشِقَ العُلى هجرَ الوِسادا
- إذا عَصَفَتْ بهِ النّكباءُ عاسٍ،
- وإن هزتهُ ريحُ المدحِ مادا
- يعيدُ الفضلَ عوداً بعدَ بدءٍ،
- ويُنكِرُ فهمَهُ اللّفظَ المُعادَا
- تصرفُ كفهُ اليمنى يراعاً،
- بهِ راعَ العِدى ، ورَعى البلادَا
- ترى الأسيافَ قد مطرتْ نجيعاً،
- إذا أوداجهُ قطرتْ مدادا
- خَفيُّ الكَيدِ تَعرِفُهُ المَنايا،
- إذا ما أنكرَ السيفُ النجادا
- بنفثٍ علمَ الأفاعي،
- وجَرْيٍ عَلّمَ الجَرْيَ الجِيادَا
- يكونُ لساعدِ العَلياءِ زَنداً،
- ونارُ الحربِ إن وقدتْ زنادا
- يرينا أوجهَ الآمالِ بيضاً،
- غذا مجتْ مشافرهُ السوادا
- يظنّ إذا امتطى خمساً لطافاً
- لعدّتِهِ ارتَقَى سَبعاً شدادَا
- ولم أرَ قَلبَهُ قَلَماً نحيفاً،
- يكونُ لبيتِ مكرمة ٍ عمادا
- شِهابَ الدّينِ قد أطلَقتَ نُطقي،
- وصَيّرتَ المَكارِمَ لي صِفادَا
- أقمتَ لصنعة ِ الإنشاءِ سوقاً،
- وكانَتْ قَبلُ شاكية ً كَسادَا
- وزِدتَ رَفيعَ مَنصِبِها سَداداً،
- وكانَ سِواكَ من عَوَزٍ سِدادَا
- بفَضلٍ يُخجلُ السُّحبَ الغوادي،
- ولَفظٍ يَفجُرُ الصُّمّ الجِلادَا
- رفعتُ إليكَ يا مولايَ شعري،
- لأخطبَ من مكارمكَ الودادا
- وحَظّي من وِدادِكَ غَيرُ نَزرٍ،
- ولكني أؤملُ أن أزادا
- وأسألُ منكَ أن تَعفُو وتُعفي
- مُحبّكَ من إجابَتِه اعتِقادَا
- فيعفيني قبولكَ عن جوابٍ،
- إذا يُتلى نَقَصتُ بهِ وزادَا
- فلا أنفكُّ أشكُرُ منكَ فَضلاً
- قريبَ العَهدِ، أو أشكو بُعادَا
- عدلٌ يؤلفُ بينَ الذئبِ والغنمِ
المزيد...
العصور الأدبيه