الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
صفي الدين الحلي
- أطعتُ داعي الهَوى رَغماً على العاصِي،
- لمّا نزلنا على ناعورة ِ العاصِي
- وباتَ لي بمغاني أهلِها، وبها
- شُغلانِ عن أهلِ شَعْلانٍ وبَغْراصِ
- والرّيحُ تَجري رُخاءً فوقَ جَدوَلِها،
- والطّيرُ ما بَينَ بَنّاءٍ وغَوّاصِ
- وقد تلاقتْ فروعُ الدوح، واشتبكتْ
- كأنذما الطيرُ منها فوقَ أقفاصِ
- تدارُ ما بيننا حمراُ صافية ً،
- كانتْ هَدايا يَزيدٍ من بَني العاصِ
- مع شادنٍ ربّ أقراطٍ ومنطقة ٍ؛
- وقَينَة ٍ ذاتِ أحجالٍ وأخراصِ
- تدنيهِ كفّي، فيثني جيدهُ مرحاً،
- كأنّهُ جُؤذَرٌ في كفّ قَنّاصِ
- وكم لدينا بها شادٍ وشادية ٍ
- تشجي، وراقصة ٍ تعصو ورقاصِ
- إذا ثناها نسيمُ الرقصِ من مرحٍ،
- عجبتَ من هزّ أغصانٍ وأدعاصِ
- يا قاطعَ البيدِ يطويها على نجبٍ،
- لم تبقِ منها الفيافي غيرَ أشخاصِ
- إذا وردتَ بها شاطي الفراتِ، وقد
- نكّبتَ عن ماءِ حَورانٍ وقيّاصِ
- وجُزتَ بالحِلّة ِ الفَيحاءِ مُلتَمِحاً
- آرامَ سِربٍ حَمتَها أُسدُ عيّاصِ
- فقفْ بسعديها المشكورِ منشأهُ،
- سعدِ بنِ مزيَدَ لا سَعدِ بنِ وَقّاصِ
- واقرَ السلامَ على من حلّ ساحتهُ،
- وصِفْ ثَنائي وأشواقي وإخلاصِي
- واخبرْ بأنّي، وإن أصبحتُ مبتنياً
- مجداً وأغليَ قدري بعدَ إرخاصِي
- صابٍ إلى نحوِكم صَبٌّ بحبّكمُ،
- محافظُ الودّ للداني وللقاصِي
المزيد...
العصور الأدبيه