الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ،
- فيهِ تَغورُ كَواكِبُ الجَوزاءِ؟
- ما كنتِ أعلمُ قبلَ موتكَ موقناً
- أنّ البدورَ غروبُها في الماءِ
- ولقد عجبتُ، وقد هَويتَ بلُجّة ٍ،
- فجرى على رسلٍ بغيرِ حياءِ
- لو لم يشقّ لكَ العبابُ، وطالما
- أشبَهَتَ موسَى باليَدِ البَيضاءِ
- أنِفَ العلاءُ عليكَ من لمسِ الثّرى
- وحلولِ باطنِ حفرة ٍ طلماءِ
- وأجلّ جسمكَ أن يغيرَ لطفَه
- عَفَنُ الثّرى وتَكاثُفُ الأرجاءِ
- فأحَلّهُ جَدَثاً طَهوراً مُشبهاً
- أخلاقهُ في رقة ٍ وصفاءِ
- ما ذاك بدعاً أن يضمّ صفاؤهُ
- نُوراً يُضَنّ بهِ على الغَبراءِ
- فالبحرُ أولى في القياسِ من الثّرى ،
- بِجوارِ تلكَ الدُّرّة ِ الغَراءِ
- يا مالكي! إنّي عَليكَ مُتَيَّمٌ؛
- يا صَخرُ! ني فيكَ كالخَنساءِ
- ولقد ألوذُ بكنزِ صبري طالباً
- حسنَ العزاءِ، ولاتَ حينَ عزاءِ
- وأعافُ شربَ الماءِ يطفحُ لجهُ،
- فأصُدّ عَنهُ، وأنثني بظَماءِ
- وغذا رأيتُ مدامعي مبيضة ً
- مثلَ المِياهِ مَزَجتُها بدِماءِ
- لا يُطمعِ العُذالَ حُسنُ تجَلّدي،
- فلذاكَ خوفَ شماتة ِ الأعداءِ
- فلئِنْ خفَضتُ لهم جَناحَ تَحَمّلي،
- فالقَلبُ مَنصوبٌ على الإغراءِ
المزيد...
العصور الأدبيه