الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ،
صفي الدين الحلي
- أدرْها بأمنٍ لا يُغَيّرَكَ الوَهمُ،
- وزفّ على الجلاسِ ما خلفَ الكرمُ
- وداوِ أذاها بالسّماعِ، فإنّها
- بلا نَغَمٍ غَمٌّ، بلا دَسَمٍ سُمّ
- معتقة ٌ لو غسلوا ميتاً بها
- لما ذابَ منهُ المخّ وانهشمَ العظمُ
- ولولا اتقاءُ اللهِ قلتُ بأنها
- بها تنطقُ الأمواتُ أو تسمعُ الصمُّ
- فلم ير يوماً كاسها من رأى الأذى ،
- ولا مَسّها بالكَفّ مَن مَسّه الهَمّ
- فخذها على طيبِ السماعِ، فإنها
- بَشاشة ُ وجهِ العيشِ إن عَبَسَ الهَمّ
- ولا تَخشَ من إثمٍ، إذا ما شربتَها،
- لظاهرِ قولِ النّاسِ إنّ اسمَها الإثمُ
- ولو أنّ وصفَ الشيءِ عَينٌ لذاتِهِ،
- أو الذكرَ للشيءِ المراد هوَ الجرمُ
- لمَا ماتَ مَن سَمّوهُ باللّفظِ خالِداً،
- ولا خرّ مَلكٌ في الثّرى واسمه نجمُ
- كما خرّ نجمُ الدينِ من عرشِ ملكه
- ولم يُغنِ عَنهُ الباسُ والعَزمُ والحَزمُ
- مضَى الملكُ المَنصورُ من دَستِ ملكهِ
- ولم ينجه الملكُ الممنعُ والحكمُ
- مليكٌ أفاَ العدلَ في كلّ معشرٍ،
- فليسَ لهُ، إلا لأموالهِ، ظلمُ
- وما غيبتهُ الأرضُ، إلاذ لأنها،
- لأقدامِهِ، ما كانَ يُمكِنُها اللّثمُ
- وخلفَ أشبالاً سعوا مثلَ سعيه
- لئَلاّ يَعمّ النّاسَ مِن بَعدِهِ اليُتمُ
- ملوكاً حَذَوا في الجُودِ حَذوَ أبيهِمُ
- ففي كلّ وصفٍ من نداهُ لهم قسمُ
- وأشرقَ في الشبهاءِ في الدستِ منهمُ،
- وقد غابَ عَنها نَجمُها، بدرُها التمّ
- هو الصّالحُ المَلكُ الذي لبِسَ البَها،
- وللنّاسِ منهُ، فوقَ ثوبِ البَها، رَقمُ
- جَميعُ أماراتِ الشّهيدِ ظَواهِرٌ
- عليهِ تساوى الباسُ والرأيُ والفهمُ
- وأهونُ شيءٍ عندهُ الخيلُ واللهَى ،
- وأنفَقُ شيءٍ عندَهُ النّثرُ والنّظمُ
- وأحسَنُ أيّامِ السّماحِ وَلُودُها،
- إذا أعجبَ النجالَ أيامُها العقمُ
- وربّ حَديثٍ من عُلاهُ سَمِعتُهُ،
- لحلوِ جناهُ، من حلوقِ النُّهَى طعمُ
- وفَيضِ نَوالٍ من يَدَيهِ أفَدتُهُ،
- له في قلوبِ النّاسِ من جَسدي وسمُ
- ولمّا أرادَ الدّهرُ كَيدي فزُرتُهُ،
- وبتُّ، ولي في صحفِ إنعامِهِ رسمُ
- فأخرَ صرفَ الدهرِ عني، فلا يرَى
- مقابلتي لمّا درَى أنهُ الخصمُ
المزيد...
العصور الأدبيه