الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد
- ما أنتَ من أعطى الجميلَ واسترد
- أبِعد بها طارية ً بذكرها
- يُخزى أخو المجدِ إذا النادي انعقد
- وخطّة ً شنعاءَ لا يركبُها
- إلاّ الذي في عود علياهُ أود
- وسُبَّة َ تَثلِم مِن مجدِ الفتى
- ثلمة َ نقص ضلَّ مَن قال: تُسَد
- لم يرضَها إلاّ الوضيعُ همّة ً
- أو مَن على أخلاقِه الذمُّ حشد
- لا مَن سما لمّا سما لا مفرداً
- بل هو والحمدُ على النجمِ صَعد
- يا جامعاً بالمنعِ شملَ وفرِه
- لا ترمِ شملَ المكرُماتِ بالبَدد
- مجدٌ أبوكَ بالسماحِ شادَه
- حاشاكَ أن تهدِمَ منه ما وَطد
- ذاكَ الذي كانت سمات فخره
- في جبهة ِ الدهرِ سناها يتّقد
- يمدُّ كفًّا نشأت من رحمة ٍ
- في الله تُعطي ولها منه المَدد
- لو أنَّ فيها كان رملُ عالج
- يُنفقُ ما أنفقَ منهُ لَنَفد
- حتى مضى تلفُّه مطارفٌ
- من الثنا، تَبقى على الدهرُ جُدد
- فقمتَ أنت بعدَه مقامَه
- فقيل: هذا الشبلُ من ذاك الأسد
- لا مثلَ من مجدُ أبيه بعده
- أضاعهُ، فقيل: بئس ما وَلَد
- كنتَ لعمري ديمة ً، وإنما
- ذاب زماناً عُرفُها ثم جمد
- ولجة ً بالأمس عادت وَشَلاً
- واردُها اليومَ تمنّى لا ورَد
- كم قلتَ -لستُ حالفاً مورّياً
- بأنَّ هذا جُهدُ ما عندي وجد
- ثمَّ شفعتَ الوعدَ في إيصاله
- مُكرِّراً: لم لا عليَّ تَعتمد؟
- ولم أخَل أنَّ السرابَ صادقٌ
- حتى غدا وعدُك منه يَستمِد
- نعم صَددتَ إذ بَخِلتَ مُوهِماً
- فابخل أبا الهادي وسمِّ البخلَ صد
- فيا فداءً لك مَن كان له
- وجهٌ من الصخرِ وعرضٌ من سرد
- تذكر كم فيك القوافي فاخَرت
- من سجد الناسُ له حتى سَجد
- فكيف تُقذي عينَها بجفوة ٍ
- مِن أجلها طرفُ المعالي قد رَمد
- إن يغرِك الحاسدُ فيها فلقد
- أغراك في مجدِك من فرط الحسد
- أبعدَ ما مدَّ الثنا طِرافَه
- عليك حتّى قيل: بالحمد انفرد
- عنك كما الحاسدُ فيك يشتهي
- يصبحُ في كفيك منزوعَ العَمد
- فقُل لمن يرغبُ عن كسبِ الثنا:
- مَن فَقدَ المدحَ ترى ماذا وجد؟
- أَهونِ بمنشورٍ دفينٍ ذكرُه
- فذاك مفقودٌ وإن لم يُفتَقد
- صابتكَ مِن بَوارقي مُرِشَّة ٌ
- من عَتبٍ شُؤبُوبُها لا من بَرد
- في عدة ٍ نومُك عن إنجازها
- غيظاً له قامَ القريضُ وقَعد
- ترقدُ عنها والقريضُ حالفٌ
- بمجدكِ الشامخِ عنها ما رقَد
- ما الخُلفُ في الوعدِ اكتساب شَرفٍ
- وليس في منع الندى فخرُ الأبد
- تلك اليدُ البيضاءُ بعد بسطها
- عن السماحِ كفُّها كيف انعقد؟
- وذلك الوجهُ الكريمُ ما لَهُ
- مِن بعد ما ماءُ الحيا فيه أطرد
- أسفرَ بين الناسِ لا يخجلُه
- خلفُ المواعيدِ ولا منعُ الصفَد
- فعُد كما كنت، وإلاّ انبعثَت
- تترى إليك النافثاتُ في العقد
- من اللواتي إن أصاب سهمهُا
- عِرضَ لئيمٍ طُلَّ من غير قَود
- وهي على عِرضِ الكريمِ نثرة ٌ
- ما النثرة ُ الحصداءُ منها بأرَّد
- تبدو فإمَّا هي في جيدِ الفتى
- طوقٌ وإما هي حبلٌ من مَسد
- فعِش كما تهوى العلى مُمَّدحاً
- لا خيرَ في ميتِ العُلى حيِّ الجسد
المزيد...
العصور الأدبيه