الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أأحبابنا هل عائد بكم الدهرُ
- طواكم وعندي من شمائلكم نشرُ؟
- سلامٌ على تلك المحاسن إنها
- مضت فمضى في إثرها الزمن النضرُ
- لعمري لئن قد أقفر الجزعُ منكم
- فربع الأسى من بعدكم طللٌ قفر
- أشاق إليكم كلما عنَّ بارقٌ
- وآية ُ شوقي أنَّ دمعي له قطر
- ولا أنشق الأرواحَ إلا غلالة
- لتبردَ أحشائي وهل يبرد الجمر؟
- وكنت أعدُّ الهجرَ لا شيء فوقه
- إلى أن أتى ما هان من دونه الهجر
- فأصبحت لا أعلامُ سلع تشوقني
- ولا يتصبّاني بها ما حوى خدر
- وكيف وفقدان الشباب فقدتكم؟
- وتلك حياة ٌ لا يُحبُّ لها عمر
- ولما تجاذبناكمُ أنا والردى
- رجعت برغمي عنكم ويدى صفر
- وكم منكم من واضح الوجه ادرِجتْ
- له صورة ٌ في البُرد لم يحكها البدر
- وكافورة ٍ للحسن أضحت بزعمهم
- تعطَّر بالكافور وهي له عطر
- لي اللهُ بعد اليوم من لي بقربكم
- وأبعدُ غادٍ من أتى دونه القبر
- قفوا زوِّدونا إنما هي ساعة ٌ
- ووعد التلاقي بيننا بعده الحشر
- رحلتم وقلبي شطرُه في ظعونكم
- وللوجد باقٍ منه في أضلعي شطر
- وشيَّعتكم والدمع يومَ نواكم
- غريقان فيه خلفكم أنا والصبر
- وأعهدُ خصراً يشتكي ثقلَ ردفه
- فوارحمتا تحت الرشا لك يا خصر
- ولما وقفنا للفراق وقُرِّبت
- حمولة ُ بينٍ لا يكلُّ لها ظهر
- ربطت بكفيَّ الضلوع على حشاً
- تكاد خفوقاً أن يطيرَ بها الذعر
- كأنَّ نياط القلب شدّت حمولكم
- به، وبكم عنّي مذ انفصل السفر
- فكم خلفكم لي أنة ٌ ما لوت بكم
- على أنها قد لان شجواً لها الصخر
- سأبكيكم ما ناح في الوكر طائرٌ
- فطائرُ قلبي بعدكم ما له وكر
المزيد...
العصور الأدبيه