الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أسفرتِ الأيامُ عن مرأى حَسن
- وسعدُها الطالعُ باليمن اقتَرن
- وأصبحَ الزمانُ وهو لابسٌ
- نشوة َ زهوٍ ربَّحت عطفَ الزمن
- وروضة ُ الأفراحِ في الكرخ زهت
- فكلُّ مغنى ً من مغانيها أغن
- وطائر البشرِ غدا مُغرِّداً
- يبدي فنونَ سجعِه على فَنن
- يا سعدُ ما أبهجها مَسرَّة ً
- بها أقامَ السعدُ والنحسُ ظَعن
- خصَّت زعيمَ آل بيتِ المصطفى
- وعمَّت العالمَ من إنسٍ وجن
- سرَّهم سرورُه كأنّما
- لديهم بشراهُ من أعلى المِنن
- لأنّه ـ دامَ علاهُ ـ في الوَرى
- مُحبَّبٌ إذ كلُّ ما فيهِ حسَن
- محمدٌ ليسَ سواهُ صالحٌ
- على كنوزِ المكرماتِ يُؤتمن
- لا تعدلنَّ عنه في قافية ٍ
- وإن بها عَدلتَ عنه فَلِمَن
- تاللهِ لولاهُ لما بضاعة ٌ
- من القوافي نَفقَت بذا الزمن
- يسني لها أثمانها مُستحيياً
- ولو يميحُ نفسه معَ الثمن
- هذا الذي تضمَّنت أبراده
- منه فتى ً أطهرَ من ماءِ المُزن
- هذا الذي تقوَّم المجدُ به
- فشخصه والمجد روحٌ وبدن
- أين بنو العَلياءِ من محلِّه
- يا بُعدَ ما بين الوهادِ والقُنن
- مولى ً غدا أمراه أحلى لذّة
- حتى إلى عينِ العِدى من الوَسن
- قد لُقِّبت راحته أمِّ الندى
- لآنَّ منها كان ميلادُ المنن
- ترتضعُ الآمالُ من أخلافِها
- دَرَّ الندى الغزيرَ لا درَّ اللبن
- فليُهنه اليومَ خِتان نجله
- فانّه أيمن مولودٍ خُتن
- قد وَلَدته كاملاً أمُّ العُلى
- وفي زيادة ٍ ونقصٍ لم يشَن
- ثمَّ فلم يختنه إلاّ سنَّة ً
- أدامهُ الله لإحياءِ السنن
- وليهنَ فيه عمُّه من لم تكن
- بشأوهِ تَعلِق أمجاد الزمن
- ندبٌ يعدُّ الفخرَ ثوب مدحه
- إن عدَّه سواه ثوباً من عَدن
- وليبتهج فيه الرضا شقيقهُ
- مَن لا يشوبُ منَّه يوماً بمّن
- ومَن كساه الفضلُ أبهى حلّة ٍ
- رحيضة الأردان من كلّ درَن
- وليزُه فيه مصطفى المجد الذي
- بغير أبكار المعالي ما افتتن
- مباركُ الطلعة ما صبَّحهُ
- ذو محنة ٍ إلاّ جلا عنها المحن
- وليسعد الهادي به من لم تحط
- في وصف معناه دقيقاتُ الفِطن
- مصدَّقُ الظنون حيثُ لا ترى
- لآملٍ يصدِّقُ المأمولُ ظن
- يا أيكة ً للفضل منها كم شدت
- وِرقُ القوافى بالثنا على غُصن
- لا برحت بيوتُ عليائكمُ
- وهي لكم وللمسرّات وطَن
- واليومَ لابتهاجِكم أبهجت الـ
- ـدنيا وزال الكربُ عنها والحَزَن
- وعاد وجهُ الكرخ حين أرّخوا
- ختانَ أزهاها محمدٍ حسن
المزيد...
العصور الأدبيه