الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أثنتْ عليك بأسرها الدولُ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
- وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
- وأعدتَ للأيام جدَّتها
- فاليوم عمر الدهر مقتبل
- وأرى الممالك يا ابن بِجدتها
- لكَ شكرُها كنداك متصل
- أوسعتها وفضلتها كرماً
- عنه يضيق السهلُ والجبل
- وسبرتَ غور زمانها فغدا
- لا جرحَ إلا وهو مندمل
- ما في الحياة لخالعٍ أملٌ
- أنتَ الحمامُ وسيفك الأجل
- مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً
- وشباكَ يقطع قبلَ ما يصل
- إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد
- توجتهم بالفخر لو عقلوا
- وطأتْ لك الدنيا بأخمصها
- هممٌ بساطُ نعالها القلل
- ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد
- أمنت بك الأقطار والسبل
- فالأرض حيث تجوسها بلدٌ
- والناس حيث تسوسها رجل
- وإذا الصواهل أرعدتْ وعلى
- برق الصوارم أمطر الأسلُ
- وعلتْ رياح الموت خافقة ً
- بأجش قسطه لها زجل
- خضتَ السيوفَ وكلُها لجِجٌ
- تحت الرماح وكلُها ظلل
- وجنيتَ عزَّ الملك محتكماً
- من حيث تنبت في الكلى الذُبل
- ولديكَ آراءٌ مثقفة ٌ
- ما مسها كمثقفٍ خطل
- فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ
- منهم لحيث السمرُ لا تصل
- وعزائمٌ كالشهب ثاقبة ٌ
- في كل ناحية ٍ لها شعل
- قلْ للقبائل لا نعدُّكم
- جمعَ القبائل كلها رجل
- أسدٌ قلوبُ عداه من فرقِ
- ذهلٌ ونابلُ فكره ثعل
- فاطرحْ أحاديثَ الكرم له
- فيه لكلِ منهم مثل
- واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد
- أغنتكَ عنها هذه الجمل
- يا ابن الوزارة أنت أوحدُها
- لا راعها بفراقك الثكل
- ومَن ادّعى للعين ليس سوى
- انسانها ابنٌ تشهدُ المقل
- فأقم وبدرُك كاملٌ أبداً
- والبدر منتقصٌ ومكتمل
- في دولة ٍ صلحتْ وزارتها
- لكَ فهي تحسدُها بك الدول
المزيد...
العصور الأدبيه