الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- ملأتْ مكارمُكَ البسيطة أنعما
- فلذلك انعقدت لرزئك مأتما
- ولئن غدا فذاً مصابُك في الورى
- فالغيثُ كان له وجودك توأما
- بالأمس قد رضعت بنانك درَّها
- واليوم تحلبها محاجرُها دما
- ما غُمِّضتْ أجفان عينك عن ردى ً
- إلا وجفنُ الدهر غُمِّض عن عمى
- حلب الحمام أبا الأمين بك الجوى
- شطرين صاباً في الزمان وعلقما
- فأغصَّ في شطرٍ فماً من هاشمٍ
- وأغصَّ في شطر لجعفرها فما
- قسم الرزيَّة في السويَّة فيهما
- فغدا كلا العبأين ثقلاً أعظما
- أما وساعتك التي بيلملمٍ
- زالت وما أعنى سواك يلملما
- ما خلت فقدَك يستقلُّ بثقله
- ركنا زمانك ثم لم يتهدَّما
- فلقد أطلَّ غداة يومك فادحٌ
- هو منه في الأرضين أعظم في السما
- في ناره استوت الأنامُ فما دروا
- أيَّ القلوب أحقّ أن تتضرّما
- يا من أضاء بنوره أفقَ الهدى
- أعلمت بعدك كل أفق أظلما؟
- من ردَّ طرفك عن فتور مغضياً
- ولكم لحظتُ به الحواسدَ أرقما
- أبكيك للإحسان غاض نميرُه
- قسراً وللآمال بعدك حوّما
- ولطالب المعروف ألقى رحله
- وأقام ميتَ العزم لا متلوِّما
- قطعت بك الأيامُ آمالَ الورى
- قطعت ولا وصلت لكفك معصما
- ولقد سددت فمَ النعيِّ بأنمل
- رجفت ولم أملك بهنَّ له فما
- فأقرَّ في سمعي أمضُّ قوارعٍ
- نفذت فكانت في فؤادي أسهما
- ينعي جفوناً كان يرخيها التقى
- بأبي جفونك ما أعفَّ وأكرما
- وأناملاً منها بأعظم كلفة ٍ
- عبر الحمامُ إليك بحراً مفعما
- رفعوك والبركات عن ظهر الثرى
- وطووك واللمعات عن وجهه السما
- دفنوك وانقلبوا بأعظم حيرة ٍ
- فكأنما دفنوا الكتاب المحكما
- لولاك يا مهديُّ آل محمدٍ
- ظلوا بمجهلها الطريقَ الأقوما
- أشرقتَ شمساً في بروج سما الهدى
- فأضأتها وولدت فيها أنجما
- لولاك ما وجدت ولولا جعفرٌ
- من مذهب للحق يرغم مجرما
- أقسمتُ بالشرف الذي هو طبعه
- وعلمت ذلك جهدَ من قد أقسما
- لقد احتمت منك الشريعة في فتى ً
- لا تستبيح يد النوائب ما حمى
- وإذا ذوو الفضل استوت أقدامُهم
- وجدوه أحرى القوم أنْ يتقدَّما
- ومن السكينة والوقار سكوتُه
- وإذا تكلَّم لم تجدْ متكلّما
- هو خيرُ من نمت العلاءُ وآله
- من ذروة الجوزاء أشرف منتمى
- الجعفريين الذين بمجدهم
- ركبوا من الشرف السنامَ الأعظما
- رفعوا على اُولى الزمان رواقهم
- وتوارثوا فيه العلاءَ الأقدما
- بالسيد المهديِّ ثم بجعفرٍ
- وبهم أنار الله ما قد أبهما
- يا موصلاً مّني رسالة ذي حشاً
- ظمئت إلى ذاك الرواء ولا ظما
- بلّغ بلغت الخيرَ خيرَ موسَّدٍ
- جدثاً به دفنوا الصراطَ الأقوما
- يا بدرُ إن تك قد أفلت فلا تخلْ
- برجَ الهداية منك بعدك أبهما
- فلقد ولدت به كواكب لم تلدْ
- مثلاً لها امُّ الكواكب في السما
- لو عدتَ للدنيا ومن لزمانها
- بك أن تعود فيغتدي متبسما
- لرأيت صالحها معيناً للعُلى
- مولى ً له الدهرُ اغتدى مستخدما
- وتلطّفت وطفاه تحلبها الصَبا
- بثرى ً حواك فضمَّ عضباً مخذما
- أفصحتُ عن وجدى إليك بدعوة ٍ
- رُبما ذممت بها الزمان الأعجما
- قد كنتَ لي بجميل ذكرك مالكاً
- فلئن بقيتُ لأنسين متمما
المزيد...
العصور الأدبيه