الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
- إن كانَ حتفُكَ ساقه المقدارُ
- وأرى الضنينَ على الحمام بنفسه
- لا بدَّ أن يفنى ويبقى العار
- للضيم في حسب الأبيّ جِراحة ٌ
- هيهات يبلغ قعرها المسبار
- فاقذف بنفسك في المهالك إنما
- خوفُ المنيّة ذلّة وَصغارُ
- والموت حيث تقصفت سمر القنا
- فوق المطهّم، عزّة ٌ وفخار
- سائل بهاشم كيف سالمت العدا
- وعلى الأذى قرَّت وليس قرار
- هدأت على حسك الهوان ونومها
- قدماً على لين المهاد غرار
- لا طالب وتراً يجرد سيفه
- منهم ولا فيهم يقال عثار
- ولرب قائلة وغرب عيونها
- يدمى فيخفي نطقها استعبار
- ماذا السؤال فمت بدائك حسرة
- قضيت الحميّة ُ واستبيح الجارُ
- ما هاشم ان كنت تسأل هاشم
- بَعد الحسين ولا نزار نزار
- ألقت أكفّهُم الصفاحَ وإنّما
- بشبا الصوارِم تُدرك الأوتار
- أبني لِويّ والشماتة ُ أن يُرى
- دمكم لدى الطلقاء وهو جبار
- لا عذر أو تأتي رِعالُ خُيولِكم
- عنها تضيق فدافدٌ وقفار
- مستنهضين إلى الوغى أبناءَها
- عجلا مخافة أن يفوت الثار
- يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم
- فيها وعمتهم قناً وشفار
- متنافسين على المنيّة بينهم
- فكأَنما هي غادة ٌ معطار
- حيث النهارُ من القتام دُجنّة ٌ
- ودجى القتام من السيوف نهار
- والخيل دامية ُ الصدورِ عوابسٌ
- والأرض من فيض النجيع غمار
- أتوانياً ولكم بأشواط العلى
- دون الأنام الورد والأصدار
- هذي أُميّة ُ لاسرى في قُطرِها
- غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطار
- لبست بما صنعت ثيابَ خِزاية ٍ
- سوداً نولى صبغهن العار
- أضحت برغم أنوفكم مابينها
- بنسائكم تتقاذفُ الأمصارُ
- شَهدت قفار البيد أنَّ دموعها
- منها القفار عدون وهي بحار
- من كلّ باكية تجاوب مثلَها
- نوحاً بقلب الدين منه أوار
- حُمِلَت على الأكوار بعد خدورها
- ألله ماذا تحمل الأكوار
- ومروعة تدعو وحافل دمعها
- مابين أجواز الفلا تيار
- أمجشما أنضاء أغياب السرى
- هيماء تمنع قطعها الأخطار
- مرهوبة الجنبات قائمة الضحى
- ويشوقها الأنجاد والأغوارُ
- أبداً يموج مع السراب شجاعها
- من حر ما يقد النقا المنهار
- تهوي سباع الطير حين تجوزها
- وتى وما للسيد فيها غار
- يطوي مخارم بيدها بمصاعب
- للريح دون ذميلها إحسار
- من كل تريح بعقر دار لم غلمة
- يسري لِواءُ العزّ أنّى ساروا
- سمة العبيد من الخشوع عليهم
- لله ان ضمتهم الأسحار
- وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم
- بيض القواضب أنهم أحرار
- قف نادِ فيهم أين من قد مُهّدت
- بالعدل من سطواتها الأمصار
- ماذا القعود وفي الأنوف حمية
- تأبى المذلة والقلوب حرار
- أتطامنت للذل هامة عزكم
- أم منكم الأيدي الطوال قصار
- وتظلُّ تدعوا آل حربٍ والجوى
- ملؤ الجوانح والدموعُ غزار
- أطريدة َ المختار لا تتبجحي
- فيما جرت بوقوعه الأَقدار
- فلنا وراء الثار أغلب مدرك
- ما حالَ دون مناله المقدارُ
- أسد ترد الموت دهشة بأسه
- وله بأرواح الكُماة عِثار
- صلّى الإله عليهِ من متحجّب
- بالغيب ترقب عدله الأقطار
المزيد...
العصور الأدبيه