الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> قد عهدنا الربوع وهي ربيع >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- قد عهدنا الربوع وهي ربيع
- أين لا أين أُنسها المجموعُ
- درج الحيُّ أم تتّبع عنها
- نجمع الغيث أم بدهياء ريعوا
- لاتقل : شملها النوى صدعنه
- إنّما شمل صبري المصدوع
- كيف أعدت بلسعة الهم قلبي
- يا ثراها وفيك يُرقى اللسيع
- سبق الدمع حين قلت سقتها
- فتركت السما وقلت الدموع
- فكأني في صحنها وهو قعب
- حين أنّت وقلبي الموجوع
- بتّ ليلَ التمام أَنشد فيها
- هَل لِماضٍ من الزمان رجوع
- وادّعت حولي السجا ذات طُوقٍ
- مات منها على النياح الهجوعُ
- وصفت لي بحمرتي مُقلتيها
- حين أنّت وقلبي الموجوع
- ياطروب العشي خلفك عني
- ماحنيني صبابة وولوع
- لم يَرُعني نوى الخليط ولكن
- من جوى الطف راعني مايروع
- قد عذلت الجزوع وهو صبور
- وعذرت الصبور وهو جزوع
- عجباً للعيون لم تغد بيضاً
- لمصاب تحمر فيه الدموع
- وأساً شابت الليالي عليه
- وهو للحشر في القلوب رضيع
- أيّ يوم رعباً به رجف الدهر
- إلى أن منه اصطفقن الضلوع
- أيُّ يوم بشفرة البغي فيه
- عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ
- يوم أرسى ثقل النبي على الحتف
- وخفت بالراسيات صدوع
- يوم صكت بالطف هاشم وجه
- الموت فالموت من لقاها مروع
- بسيوف في الحرب صلت فللشو
- س سجود من حولها وركوع
- موقف لا البصير فيه بصير
- لاندهاش ولا السميع سميع
- جلَّل الأُفق منه عارضُ نقعٍ
- من سنا البيض فيه برق لموع
- فلشمس النهار فيه مغيب
- ولشمس الحديد فيه طلوع
- أينما طارت النفس شعاعاً
- فلطير الردى عليها وقوع
- قد تواست بالصبير رجال
- في حشى الموت من لِقاها صُدوع
- سكنت منهم النفوس جسوماً
- هي بأساً حفائظٌ ودروع
- سد فيهم ثغر المنية شهم
- لثنايا الثغر المخوف طلوع
- وله الطرف حيث سار أنيس
- وله السيف حيث بات ضجيع
- لم يقف موقفاً من الحزم إلا
- وبه سِنُّ غبيرهِ المقروع
- طمعت أن تسومه القوم خسفاً
- وأبى الله والحسام الصنيع
- كيف يلوي على الدنية جيداً
- لِسوى الله ما لواه الخضوع
- ولديه جأش أرد من الدرع
- لضمأى القنا وهن شروع
- وبه يرجع الحفاظ لصدر
- ضاقت الأرض وهي فيه تضيع
- فأبى أن يعيش إلا عزيزاً
- أو تجلّى الكفاحُ وهو صريعُ
- كل عضو في الروع منه جموع
- رمحه من بنائه وكأن من
- عزمه حد سيفه مطبوع
- زوج السيف بالنفوس ولكن
- مهرها الموت والخضاب النجيع
- بأبي كالثاً على الطفِّ خِدراً
- هو في شفرة الحسام منيع
- قطعوا بعده عُراه ويا حبـ
- ـل وريد الاسلام أنت القطيع
- وسروا في كرائم الوحي أسرى
- وعَداكَ ابنَ أمّها التقريع
- لو تراها والعيسُ جشّمها الحا
- دي من السير فوق ما تستطيع
- ووراها العَفافُ يدعو ومنه
- بِدمِ القلبِ دَمعُه مَشفوع
- قِراه فحوَّمٌ ووقوع
- مل أحشائها جوى وصدوع
- فترفق بها فما هي إلا
- ناضرٌ دامعٌ وقلبٌ مروعُ
- لاتسمها جذب البرى أو تدري
- ربه الخدر ماالبرى والنسوع
- قوضي ياخيام عليا نزار
- فلقد قوّض العمادُ الرفيع
- واملأي العين يا أمية نوماً
- فحسين على الصعيد صريع
- ودعي صَكّة َ الجباهِ لويٌّ
- ليس يُجديك صكُّها والدموع
- أفلطما بالراحتين فهلا
- بسيوف لا تنقيها الدروع
- وبكاء بالدمع حزناً فهلا
- بدم الطعن والرماحُ شروع
- قل ألا قراع ملمومة الحتـ
- ف فواهاً يافهر أين القريع
المزيد...
العصور الأدبيه