الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> عثر الدهرُ فاستقال سريعا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- عثر الدهرُ فاستقال سريعا
- رُبَّ عبدٍ عصى فآب مطيعا
- زلَّ لكنه تراجع لما
- ملأت هَيبة ً حشاه صدوعا
- قرنَ الذنبَ بالإنابة َ واستشـ
- ـعرَ من عظم ما جناه الخشوعا
- وتمنى وإن هو استدرك الهفـ
- ـوة َ لو قبلها تردّى صريعا
- ورأى أنه أساءَ لِرجلٍ
- شرفاً بالرؤوس تُفدى جميعا
- وإلى منكبٍ عليه استقلّت
- قبة ُ الدينِ، لا به الدين ريعا
- راحتا جبرئيل منه تلقّت
- منكب المصطفى تقيه الصُدوعا
- وترقّى يبشر الملأ الأعلى
- بمولى ً عليه خافوا الوقوعا
- يا عيوناً سهرتِ بالأمس قرّي
- أقبل اليوم مَن مَلاكِ هجوعا
- وقلوباً رففتِ شوقاً إليه
- لكِ وافى فلا تشقّي الضلوعا
- قد أتى رافهاً بصحة جسمٍ
- تركت قلبَ حاسديه وجيعا
- وأتى الدهر تائباً وهو يدعو
- مَن عذيري فقد أسأتُ الصنيعا
- رافع الطرفِ نحو مَن لعُلاه
- كسرت طرفَها الملوكُ خضوعا
- وعلى كفّه رأى الصيدَ تهوي
- طلب اللثم سجّداً وركوعا
- فدنى لاثماً ثرى أخمصيه
- لم يقدّم سوى البكاءِ شفيعا
- ولسان المسيء أعطفُ شيء
- لكريم بأن يكون دموعا
- قد لعمري استقال أحلم مولى
- كرماً يغفر الذنوبَ جميعا
- حيّ مُستحفظَ العلومِ بعصرٍ
- فيه لولاهُ أوشكت أن تضيعا
- ذو بنانٍ حوالبُ المزن ودّت
- أن تراها الورى لهنَّ ضروعا
- فيه عمر الفيحاءِ قد عاد غضًّا
- وزهت بالسرور فيه ربوعا
- ولأن قيل جاءَ فاستقبلته
- قمراً طالعاً وغيثاً مريعا
- فهو من ردَّ كل ليلٍ نهاراً
- بحماه وكلّ قيضٍ ربيعا
- ولده الطيّبون أصلاً وفرعاً
- علّم المسكَ خُلقُهم أن يضوعا
- إخوة البيض ألسناً وبنو الشهب
- وجوهاً آباؤهن طلوعا
- سبقوا النّيراتِ منها وجوداً
- ومشوا فوقها فرادى جميعا
- كلّ عَفٍّ عن الهوى بتقاه
- فطمً النفسَ يوم كان رضيعا
- وُلعوا بالنهى على حين شبّوا
- وسواهم باللهو شاب ولوعا
- مِن سهام الزمان كم من صنيعِ
- نسجوه على العفاف دروعا
- علماء منها نضوا سيفَ فكرٍ
- تركوا مَعطسَ الضلال جديعا
- لا يزالوا معاً على حوزة الد
- ين لأهل الإيمان سوراً منيعا
المزيد...
العصور الأدبيه