الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- حيَّتك من وَجَناتِها بشقيقها
- وجلت عليك مُدامة ً من رِيقها
- وتبسَّمت لك عن ثناياً لم تَشِم
- عينٌ كبارقها ولا كَعقيقها
- وحبتكَ من رشفاتِها بسُلافة ٍ
- ما فضَّ مُرتَشِفٌ خِتامَ رحيقها
- وتعطّفت لك بانة ً غيرُ الصبا
- لم يحضَ قبلك بانعطافِ رشيقها
- ورنت بأجفانٍ إليك فَواترٍ
- بأخي الهوى الدُنيا تضيق لُضيقها
- يا أهلَ رامة َ ما الجمالُ وما الهوى
- إلاّ لشائقٍ ريمكم ومَشوقها
- نفحتكم بعبيرها ريحُ الصَبا
- ونحتكم ديمُ الحيا ببروقها
- فسقت ملاعِبَكم بأوطف تزدهي
- منه بزهرِ رياضها وأنيقها
- غيثٌ بسيب نَدى محمد صالحٍ
- تشبيهُ واكفِ سحبهِ ودفوفها
- هو خير من رضعَ المكارمَ درَّها
- ورعى بها ـ مُذ كان ـ فرضَ حقوقها
- مَن مثلُه وهو ابنها البرُّ الذي
- ما همَّ لمحة َ ناظرٍ بعقوقِها
- ملكٌ تجلّى للبريّة فخرهُ الـ
- ـسامي تجلّي الشمسِ عند شروقها
- فإذا تكرَّم كان فارجَ ضيقها
- وإذا تكلَّم كان ضيقَ حلوقها
- تفدي أنامله العريقة َ في الندى
- أيدٍ من اللؤمِ انتساجُ عُروقها
- ورثَ العُلى من سابقينَ لغاية ٍ
- ما للبريّة مطمعٌ للحوقها
- خُلقت كِراماً فهي تقتسم الثنا
- والحمدَ بين جديرِها وخليقها
- شرَعت طريقَ الجودِ وهو مشى به
- فمشى الكرامُ وراءَه بطريقها
- ولدتهُ مُمَّ أبا الأمين فأحرزت
- بهما ثناء عدوّها وصديقها
- بلغا السماءَ عُلاً وزادَ محمدٌ
- شرفاً سما فيه على عيّوقها
- أحيت أناملهُ العفاة َ ومن رأى
- لُججاً يكون بها نجاة غريقها
- كرمٌ كغادية السحاب تُزينهُ
- لمعاتُ بشرٍ كالتماع بُروقها
- يا من تفَّرعَ في الذرى من دوحة ٍ
- تُجنى المكارمُ من ثمارِ وَريقها
- من دوحة الشرفِ الذي بثرى العُلى
- وَشَجَت قديماً سارياتُ عروقها
- أهدى لك الفرحَ الإلهُ مخلَّداً
- وكساكَ من حُلل الثنا برقيقها
- هذي المسرَّة ُ كم أقرَّت أعيناً
- ولأعينٍ كانت قذى ً في مُوقها
- وعد الزمانُ بأن يزيلَ بها جوى
- الأحشاء فاشاقت إلى تحقيقها
- خَفقَت بها شَوقاً وحين وفى بها
- سكنت وقرَّت بعد طول خُفوقها
- وغدا الزمانُ وقد ترشَّف راحها
- نشوانَ بين صَبوحِها وغَبوقِها
- فليُهنينكَ سائغُ الطرب الذي
- لك قد أغصَّ الحاسدينَ بريقها
- واسعد بعرس محمدٍ حسن العُلى
- وأخي النُهى عبد الحسين شقيقها
- داما بظلّكَ رافهينَ ولم تزل
- تَغلي حُشاشة ُ من أبى بحريقها
- فبنوك ثمَّ بنو أخيك جميعهُم
- تأوي الوَرى منهمِ لفارج ضيقها
- فإذا الخطوبُ تراكمت فالمصطفى
- يُرجى لدفعِ جَليلها ودقيقها
- وإذا لياليها دَجَت فمحمدُ الـ
- ـهادي بِطلعتهِ انجلاءُ غسوقها
- ولدى أمين المجد حفظُ عهودِها
- إن خانَها دهرٌ بحلّ وثيقها
- أبني العُلى ارتشفوا سُلافة َ فرحة ٍ
- أحلى من الصهباءِ في راووقها
- طاب السرور بها فقلت مؤرخاً
- وصل الأحبة َ عرسُكم برحِيقها
المزيد...
العصور الأدبيه