الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- بشرى فمولدُ صاحبِ الأمرِ
- أهدي إليك طرائف البِشرِ
- وبطلعة منه مباركة
- حيّى بوجهكِ طلعة َ البدر
- وكساك أفخر خلعة ٍ مكثت
- زمناً تنمقها يد الفخر
- هي من طراز الوحي لا نزعت
- عن عطف مجدك آخر العمر
- وإليك ناعمة ُ الهبوبِ سرت
- قدسية النفحات والنشر
- فحبتك عطراً ذاكياً وسوى
- أرجِ النبوّة ليس من عطر
- الآن أضحى الدين مبتهجاً
- وفم الأمامة باسم الثغر
- وتباشرت أهلُ السماءِ بمن
- حفَّت به البُشرى إلى الحشر
- فَرِحت بمن لولاهُ ما حُبيت
- شرف التنزل ليلة القدر
- ولما أتت فيه مسلِّمة ً
- بالامر حتى مطلع الفجر
- لله مولدُه ففيه غدا
- الإسلامُ يخطُر أيّما خَطر
- هو مولدُ قال الإلهُ به
- كرماً لعينك بالهنا قرّي
- وحباك أنظر نعمة وفدت
- فيه برائق عيشكَ النضر
- بالكر به كأس السرور فما
- أحلاه عيداً مرَّ في الدهر
- صقلت به الأيّامُ غرَّتها
- وَجلت وجوهَ سعودِها الغُرّ
- أهلُّ النهى والأوجهِ الغرّ
- من في الوجود يقوم بالشكر
- فلكم حشى ً من أنسهِ حبرت
- في روضة ٍ مطلولة الزهر
- ولكم على نشر الحبور طوت
- طيَّ السجل حشى ً على جمر
- يا خير مَن وَفَدت لنائلِهِ
- حنقوا بمولد مدرك الوتر
- سيف كفال بأن طابعه
- مَلكُ السما لجماجم الكفر
- بيديه قائمة وعن غضب
- سيسله لطلى ذوي الغدر
- فترى به كم خدر مُلحدة ٍ
- نهب وكم دم ملحد هدر
- حتى يعيد الحق دولته
- تختالُ بين الفتحِ والنصر
- للمجتبى الحسن الزكي زكى
- عيص ألف بطينة الفخر
- نشأت بسامراء أنملة
- ديما تعم الأرض بالقطر
- وكأنه فيها وصفوته
- أهل بالنهى والأوجه الغر
- قمرٌ توسّط هالة َ فغدا
- متضوع أرج السيادة من
- عطفي علاه بأطيب الذكر
- عمار محراب العبادة قد
- نشر الإلهُ به أبا ذرّ
- وحباهُ عِلماً لو يقسِّمُه
- في دهرهِ لكفى بني الدهر
- حر العوارف يسترق بها
- في كل آن ألسن الشكر
- ومنزه ما غيرت يده
- تبعات هذي البيض والصفر
- جذلان يبدأ بالسخا كرماً
- ويعيدُه ويظنُّ بالعُذر
- وله شمائلُ بالندى كَرُمت
- فغمرن من في البر والبحر
- والمرءُ لم تَكرُم شمائلهُ
- حتّى يهينَ كرائمَ الوفر
- مولى علت فهر بسؤدده
- وله انتهى إرثاً على فهر
- من لو مشى حيثُ استحقَّ إذاً
- لمشى على العيوق والنسر
- الخلق من ماء لرقته
- والحلمُ مفطورٌ من الصخر
- تبري طُلى الأعدام أنملُهُ
- بصنايعٍ من مَعدن التبر
- لم تترك خطباً تسادفه
- إلا ثنته مقلم الظفر
- يا واحدَ العصر استَطل شَرفاً
- فقد استنابك صاحب العصر
- ورأى ولي الامر فيك نهى
- فدعاك : قم بالنهي والامر
- فمثلتَ في الدنيا وكنتَ لها
- علماً به هديت بنو الدهر
- ياخير من وفدت لنا ثله
- وأجل من يمشي على العفر
- بك إن عدلتُ سواك كنت كم
- تزن الجبال الشم بالذر
- إن كان زانَ الشعرُ غيرك في
- مدحٍ فمدحُك زينة ُ الشِعر
- ماذا أقول بمدحكم ولكم
- جاءَ المديح بمحكمِ الذكر
- كيف الثناءُ على مكارِمكمُ
- عجز البليغُ وأُفحمَ المُطري
- فاسلَم ولا سَلِمت عداك ودم
- ولك العلى ونباهة القدر
المزيد...
العصور الأدبيه