الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> لمثل ذا الخطب فلتبك العيون دما >>
قصائدابن مشرف
لمثل ذا الخطب فلتبك العيون دما
ابن مشرف
- لمثل ذا الخطب فلتبك العيون دما
- فما يماثله خطب وإن عظما
- كانت مصائبنا من قبله جللا
- ما لآن جب سنام المجد وانهدما
- سقر ثرى حله شيخ الهدى سحب
- من واسع العفو يهمي وبلها ديما
- شيخ مضى طاهر الأخلاق متبعا
- طريقه المصطفى بالله معتصما
- بحر من العلم فاضت جداوله
- لكنه سائغ من ذوق من طعما
- تنشق أصدافه من البحث عن درر
- تهدي إلى الحق مفهوما وملتزما
- فكم قواعد فقه قد أبان وكم
- أشاد رسما من العليا قد انثلما
- نص إلينا العلا والبر مصرعه
- والعلم والفضل والإحسان والكرما
- هذي الخصال التي كانت تفضله
- على الرجال فأضحى فيهم علما
- فليت شعري من للمشكلات إذا
- ما حل منها عويص يبهم الفهما
- وللعلوم التي تخفى غوامضها
- على الفحول من الأحبار والعلما
- ومن للأرامل والأيتام إن كلحت
- غبر السنين وأبدت ناجزا خدما
- لو كنت أملك إذ حانت منيته
- دفعتها عنه لكن حم ما حتما
- فقل لمن غره من دهره مهل
- فظل يمري بحال الصحة النعما
- لا تستظل غفوة الأيام أن لها
- وشك انتباه يرى موجودها عدما
- إن الحياة وإن طال السرور بها
- لابد يلقى الفتى من مسها ألما
- فخذ لنقلتك الآتي المصير لها
- زادا فما الحق الباقي بمن قدما
- لابد من ساعة يبكي عليك بها
- تدري بمن قد بكى أو شق أو لطما
- أما ترى الشيخ عبد الله كيف مضى
- وكان عقدا نفيسا يفضل القيما
- عشنا به حقبة في غبطة فأتى
- عليه ما قد أتى عادا أخا أرما
- وقبله اختلست ساما وإخوته
- أيدي المنون وأفنت بعدهم أمما
- لهفي عليه ولهف المسلمين معي
- لو أن لهفا من لاهف سدما
- ولهف مدرسة بالذكر يعمرها
- ومسجد كان فيه ينثر الحكما
- الله أكبر كم باك وباكية
- وحائر كاظم للقيظ قد وجما
- وفجعة الدين والدنيا لمصرعه
- وفرحة الناس والإسلام لو سلما
- لكنه مورد لا بد وارده
- من يعتبط شارخا أو من وهى هرما
- عمري لقد غرنا من دهرنا خدع
- من حيث لا يعلم المخدوع أو علما
- يقودنا نحوها التسويق أو طمع
- من مضمحل قليل مغضب ندما
- والعمر والعيش في الدنيا له مثل
- كالظل أو من يرى في نومه حلما
- كل يزول سريعا ولا ثبات له
- فكن لوقتك يا مسكين مغتنما
- ليس البكاء وإن طال العناء به
- بمرجع فائتا أو مطفىء حزما
- فالله ينزله عفوا ويرحمه
- فإنه جل قدرا أرحم الرحما
- ثم الصلاة على من في مصيبته
- لنا العزاء إذا ما حادث عظما
- محمد خير مبعوث وشيعته
- وصحبه ما أضاء البرق مبتسما
المزيد...
العصور الأدبيه