الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> لك الحمد اللهم ما نزل القطر >>
قصائدابن مشرف
لك الحمد اللهم ما نزل القطر
ابن مشرف
- لك الحمد اللهم ما نزل القطر
- وما نسخ الديجور من ليلنا الفجر
- وما هبت النكبا رخاء وزعزعا
- على نعم لا يستطاع لها حصر
- فمن ذلك الفتح المبين الذي له
- تهلل وجه الدين وابتسم الثغر
- تفتح أبواب السماء لمثله
- ويعلو بسيط الأرض أثوابها الخضر
- فناهيك من فتح به أمن الفلا
- وأسفرت البلدان وابتهج الحضر
- تسامى به نجد إلى ذروة العلا
- وأسفر وجه الخط وافتخرت هجر
- لقد سرنا ما جاءنا من بشارة
- فزالت هموم النفس وانشرح الصدر
- لدن قيل عبد الله أقبل عاديا
- يقود أسودا في الحروب لها زأر
- ورئيس به سيما الخلافة قد بدت
- وفي وجهه الإقبال والعز والنصر
- فصبح قوما بالصبيحية اعتدوا
- وقادهم للبغي من شأنه الغدر
- فروى حدود المرهفات من الدما
- كما قد روت منها المثقفة السمر
- فغادر قتلى يعصب الطير حولها
- ويشبع منها النسر والذيب والنمر
- قبائل عجمان ومنهم شوامر
- ومن لحسين ينتمون وما بروا
- وطائفة مرية غير عذبة
- خلائقها بل كل أفعالها مر
- أساءوا جميعا في الإمام ظنونهم
- فقالوا ضعيف الجند في عزمه حصر
- نغير على بلدانه ونخيفها
- ليعرفنا الوالي وينمو لنا الوفر
- فإن لم نصب ما قد أردنا فإنه
- صفوح عن الجاني ومن طبعه الصبر
- وما أنكروا في الحرب شدة بأسه
- ولكن بتسويل النفوس لها غروا
- وقد قسموا الإحساء جهلا بزعمهم
- لعجمانها شطر وللخالدي شطر
- أماني غرور كالسراب بقيعة
- يرى في الفلا وقت الضحى أنه بحر
- كذبتم فهجر سورها الخيل والقنا
- ومن دونها ضرب القماحد والأسر
- ومن دونها يوم به الجو مظلم
- أسنتنا والبيض أنجمه الزهر
- فقل للبوادي قد نكثتم عهودكم
- وذقتم وبال النكث وانكشف الأمر
- فعودوا إلى الإسلام واجتنبوا الردى
- وإلا فلا يؤويكم السهل والوعر
- وننذركم من بعدها أن من عصى
- فأفسد أو شق العصا دمه هدر
- فمن لم يكن عن غيه الوحي زاجرا
- له كان في ماضي الحديد له زجر
- تهن بهذا النصر يا فيصل الندى
- فقد تم للإسلام والحسب الفخر
- وهذا هو الفتح الذي قد بنى لكم
- مكارم يبقى ذكرها ما بقي الدهر
- وهذا هو الفتح الذي جل قدره
- وقد كل عن احصائه النظم والنثر
- فقابل بحمد الله جدواه مثنيا
- على الله بالنعما فقد وجب الشكر
- ولا تبن للأعراب مجدا فإنهم
- كما قيل أوثان لها الهدم والكسر
- إذا أودعوا النعماء لم يشكروا لها
- وإن رمت نفعا منهم أبدا ضروا
- فوضع الندى في اليد ومطغ ومفسد
- فاصلحهموا بالسيف كي يصلح الأمر
- وبالعدل سس أمر الرعية واحمهم
- عن الظلم كي ينمو لك الخير والأجر
- وألف بني الأحرار في زمن الرخا
- تجدهم إذا الهيجاء شدت لها الأزر
- ولا الذخر جمع المال في السلم للوغى
- ولكن أحرار الرجال هم الذخر
- ودونك نظم بالنصائح قد زها
- كما أن نظم العقد يزهو به الدر
- وختم نظامي بالصلاة مسلما
- على المصطفى ماهل من مزنه القطر
- كذا الآل والصحب الأولى بجهادهم
- سما وعلا الإسلام وانخفض الكفر
المزيد...
العصور الأدبيه