الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> على الدوح قد غنى الحمام وغردا >>
قصائدابن مشرف
على الدوح قد غنى الحمام وغردا
ابن مشرف
- على الدوح قد غنى الحمام وغردا
- فجاوبه السدم المعنى وأسعدا
- وهيج أشجانا تقادم عصرها
- وجدد منها دارسا فتجددا
- وذكرني دارا لمبة قد نأت
- فبت لذكراها بليلة أرمدا
- فتاة كأن الشمس غرة وجهها
- ومن شعرها يبدو لك الليل اسودا
- ويفضح غصن البان في الميد قدها
- ويحكى لك اللحظ الحسام المهندا
- فكم قتلت من عاشقيها بحده
- وكم قد حمت من سلسل الثغر موردا
- ولو أنها كانت بأرض قريبة
- لآب إليها صبها وتوددا
- ولكنها بالصد والبعد قد نأت
- فلله ما أقصى المزار وأبعدا
- فمن مسعدى من مبلغ لوصالها
- سوى ماجد قد جاز فخرا وسؤددا
- أخو همة في شامخ العز قد علت
- فمن مثله في الفضل والبأس والندى
- أبو المجد وابن المجد والمجد أصله
- حليف العلا من كان في الفضل أوحدا
- أمام همام باسل باذخ العلا
- له بسطتا فضل وفصل على العدى
- فاكرم به فرعا سلالة مقرن
- وآباؤه الغر الكرام أولو الهدى
- لقد نصروا دين الإله وقوموا
- من السنة الغراء ما قد تأدوا
- هو الأسد الضرغام والضيغم الذي
- لقد أمن الله البلاد وأهلها
- بوطئته الأعدا ومن كان ملحدا
- وأصبح بالمعروف يأمر أهلها
- وينهاهم عن سائر الظلم والردى
- قد أنصف المظلوم من كل ظالم
- وللحق أضحى ناصرا ومؤيدا
- أيا ملكا تاج الملوك حذاؤه
- وهمته في الدهر عضبا مهندا
- عليك بتقوى الله سرا وجهرة
- ففيها جميع الخير حقا تأكد
- وخذ بيد المظلوم قد حق نصره
- ولا تترك الباغي معيثا ومفسدا
- وكن حافظا لله فيمن رعيته
- وناصحهم في القول والفعل جاهدا
- لتجزى من الله الكريم بفضله
- مبوأ صدق في الجنان مخلدا
- كما حزت في الدنيا جميع فخارها
- فخر فضل أخراها لتبقى مؤيدا
- فتلك جميع المكرمات حويتها
- فقدمت فخرا في المعالي مقلدا
- وحق لمن حاز المروءة والسخا
- وفي الحلم أضحى فائقا أن يسودا
- إذا نظر الراجي سجاياه قال ذا
- أبو دلف كان في الجود أجودا
- فيامن سماها المكارم والعلا
- وأتهم غورا في البلاد وانجدا
- تعودت بسط الكف طبعا وإنما
- لكل امرىء من دهره ما تعودا
- لقد أوجفت قصدا إليك مطيتي
- وأعملت عيس اليعملات جواهدا
- لأبلغ من جدواك ما قد رجوته
- كما أنت للعافين مأوى وموردا
- صنائعكم عظما لدينا قديمة
- وإحسانكم بدءا إلى وعائدا
- فكم كف عني فيصل الجود من أذى
- وكم نالني من فيض معروفه يدا
- جزاه إله العرش عني بفضله
- وبوأه في جنة الخلد مقعدا
- وأنت ابن تركي كنت ظلا وملجأ
- وأنت كغيث في الشدائد مرفدا
- فلا زالت الطاف الإله محفة
- بطلعتك الغرا ولا زلت منجدا
- وأبناؤك الغر الكرام نخصهم
- بتسليم ود من محب لهم بدا
- وصل إله العالمين مسلما
- على خير مبعوث إلى الخلق بالهدى
- كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا
- سحيرا وما غنى الحمام وغردا
المزيد...
العصور الأدبيه