الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> علام تلوم في سلمي علا ما >>
قصائدابن مشرف
علام تلوم في سلمي علا ما
ابن مشرف
- علام تلوم في سلمي علا ما
- وقد شغف الفؤاد بها وهاما
- وتكثر في الهوى العذري عذلي
- ولو انصفت لم تبد الملاما
- فكرر ذكرها فلذاك عندي
- ألذ من المدامة للنداما
- فمن لفتى إذا ما شام برقا
- تألق هجعة هجر المناما
- وإن هبت صبا من أرض نجد
- بعرف الشيح منها والخزامى
- تصابى قلبه واهتز وجدا
- كأن هبوبها يسقى المداما
- تذكرني الخيام بأرض نجد
- وقلبي عند من سكن الخياما
- فتاة لو رأى غيلان منها
- محاسنها لما قال اهتياما
- تمام الحج أن تقف المطايا
- بخرقا بعد أن تضع اللثاما
- طرقنا أهلها ليلا فقالت
- من الأني وأهلونا نياما
- فقلت لها محب جاء ضيفا
- فلا تجفى محبا مستهاما
- فقالت كيف زرت ودون وصلى
- حروب نارها تذكي الضراما
- وقومي أشرعوا دوني رماحا
- وسلوا البيض وانتثلوا السهاما
- فقلت أما سمعتي أو شعرتي
- بأن امامنا أبدى الكماما
- تبدل بالثياب جلود نمر
- وسل على أولي الظلم الحساما
- فصار الذئب للأغنام سلما
- وصاحب في الفلا النعم النعاما
- إمام للهدى يدعو البرايا
- ويبعث للعدى جيشا لهاما
- وإن ذكر الندى فيداه غوث
- تسح الجود والمنن الجساما
- فكم أعطى السوابق مسرجات
- وكم أعيت عطاياه الكراما
- وكم أصلى الأعادي نار حرب
- فكان وقودها جثثا وهاما
- وإن ذكر علاه فلست أحصى
- مزايا مناقبه عظاما
- همام فاضل فطن ذكي
- إله الملك قد ألقى إلزماما
- لذلك قد تركنا أرض هجر
- وراء والرياض لنا إماما
- فسرنا والأمير وما خشينا
- من البرد المضرة والسقاما
- بأيدي العيس نطوي كل قفر
- ونحدوها لكي تصل الإماما
- فلما أن نخناها جميعا
- بساحته واقرينا السلاما
- بلغنا كل مأمول وقصد
- ونلنا فوق ما نبغي المراما
- فقال لنا ملاطفة ورفقا
- أجئتم والشتاء دهى الأناما
- فقلنا في موتكم أتينا
- ولو ترك القطا لغفا وناما
- ونهدي كل آونة وحين
- صلاة الله نتبعها السلاما
- مدى الأيام ما طلعت شموس
- إلى من كان للرسل الختاما
- نبي عم بعثته البرايا
- وأصحاب له كانوا كراما
المزيد...
العصور الأدبيه