الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> تبكي الحساء بدمع سافح جارى >>
قصائدابن مشرف
تبكي الحساء بدمع سافح جارى
ابن مشرف
- تبكي الحساء بدمع سافح جارى
- من أجل خطب جسيم حادث جاري
- خطب أساء قلوب المتلدين بها
- من قاطنيها وآذى مهجة الجاري
- لما أتاهم كتاب للإمام به
- نار الوعيد فأصلى القلب بالنار
- ومن يطيق من الضرغام زأرته
- وقد يصول بأنياب وأظفار
- لجت له ساكنو الإحساء قاطبة
- حتى بكى من نائي عنهم بأقطار
- على النخيل التي عاشت أراملهم
- بها وكل يتيم جائع عاري
- كانوا يرون إمام المسلمين لهم
- كالأب يرجونه للحادث العاري
- فاهت له بالثنا والخير ألسنهم
- وبالدعاء له في جنح أسحاري
- وقال أحسنهم ظنا وأعقلهم
- ما للإمام وهذا الحادث الطاري
- لقد عهدناه ذا حلم ومرحمة
- ورأفة بالرعايا غير جبار
- لانعدم الخير من وال أخى ثقة
- للشرع متبع بالحق أمار
- خليفة قائم لله متقيا
- يخشى الإله ويرجو عفو عفار
- أنباء سيرته الحسنى قد انتشرت
- شرقا وغربا وفي أعمال بلغار
- يصلي العدو بنيران الحروب كما
- يشب نار القرى للطارق الساري
- أعطى الحسا وهي نزر من عطيته
- يوم السبية حقا دون إنكار
- لما استباح من الأعراب بيضتهم
- بعسكر من بني الإسلام جرار
- أباد خضراءهم بالسمر إذ شجرت
- وكل أبيض ماضي الحد بتار
- وعف عن حرمات الحي عن كرم
- فلم يرعها ولم يكشف لأستار
- ثم أنثنى نحو هجر بالجيوش إلى
- أبي غنيمة فاستولى على الدار
- وقال للناس إذ جاءوا لبيعته
- يسعون كالنمل من باد وحضار
- أليس هذا الحميدي المهين لكم
- لما أتينا أخذنا منه بالثار
- إلا فسيروا يهجر آمنين على
- دين الهدى بين جنات وأنهار
- وابشروا واشكروا الله أنعمه
- لما جلا الظلم والظلما بأنوار
- فما استقمتم فإنا نستقيم لكم
- عهدا وفيا لواف غير غدار
- لقد حكينا لكم من بعض سيرته
- وليس ينبيك مثل العالم الداري
- فلا تظنوا به منا لما وهبت
- يداه حاشاه من بخل ومن عار
- لكنه للرعايا كالطبيب لها
- يسقي الدواء ويكوي الداء بالنار
- فادعوا له دائما بالخير واجتهدوا
- وناصحوه باعلان وأسرار
- ولا تكونوا كمن أبدى مداهنة
- والقلب لم يخل من غل واوحار
- ولا تشيدوا بناء الإعتقاد على
- أوهى شفا جرف من أصله هار
- لكن على المذهب المروي عن سلف
- من الصحابة والأتباع أخيار
- وابشروا بالذي ترجوا قلوبكم
- من الإمام السخي الناسك القاري
- هذي مقالة من أبدى نصيحته
- للمسلمين مع استغفاره الباري
- ثم الصلاة من الرحمن ما سجعت
- مغردات على أفنان أشجار
- أزكى صلاة بتسليم يوازرها
- على نبي كريم الأصل مختار
- محمد خير مبعوث وعترته
- وصحبه خير أصحاب وأنصار
- فأبدأهم بأبي بكر خليفته
- على الحقيقة ثاني اثنين في الغار
- والمقتدين بهم ما قال منشدها
- تبكي الحساء بدمع سافح جاري
المزيد...
العصور الأدبيه