الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> العز والمجد في الهندية القضب >>
قصائدابن مشرف
العز والمجد في الهندية القضب
ابن مشرف
- العز والمجد في الهندية القضب
- لا في الرسائل والتنميق للخطب
- نقضي المواضي فيمضها حكمها أمما
- إن خالج الشك رأى الحاذق الأرب
- وليس يبنى العلا إلا ندى ووغى
- هما المعارج للأسنى من الرتب
- ومشمعل أخو عزم يشيعه
- قلب صروم إذا ما هم لم يهب
- لله طلاب أوتار أعدلها
- سيرا حثيثا بعزم غير مؤتشب
- ذاك الإمام الذي كادت عزائمه
- تسمو به فوق هام النسر والقطب
- عبد العزيز الذي ذلت لسطوته
- شوس الجبابر من عجم ومن عرب
- ليث الليوث أخو الهيجاء معرها
- السيد المنجب ابن السادة والنجب
- قوم هم زينة الدنيا وبهجتها
- وهم لها عمد ممدودة الطنب
- لكن شمس ملوك الأرض قاطبة
- عبد العزيز بلامين ولا كذب
- قاد المكانب يكسو الجو عثيرها
- سماء مرتكم من نقع مرتكب
- حتى إذا وردت ماء الصراة وقد
- صارت لواحق أقرب من السغب
- قال النزال لنا في الحرب شنشة
- تمشي إليها ولو جثيا على الركب
- فسار من نفسه في جحفل حرد
- وسار من جيشه من عسكر لجب
- حتى تسور حيطانا وأبنية
- لولا القضاء لما ادركن بالسبب
- لكنها عزمة من فاتك بطل
- حمى بها حوزة الإسلام والحسب
- فبيت القول صرعى خمر نومهم
- وآخرين سكارى بابنة العنب
- في ليلة شاب قبل الصبح مفرقها
- لو كان تعقل لم تملك من الرعب
- القحتها في هزبع الليل فامتخضت
- قبل الصباح فألقت بيضة الحقب
- كانوا يصدونها نحسا مذممة
- والله قدرها مزاجة الكرب
- صب الإله عليهم سوط منتقم
- من كف محتسب لله مرتقب
- في أول الليل في لهو وفي لعب
- وآخر الليل في ويل وفي حرب
- الله أكبر هذا الفتح قد فتحت
- به من الله أبواب بلا حجب
- فتح تورج هذا الكون نفحته
- ويلبس الأرض زي المارح الطرب
- فتح به أضحت الإحساء طاهرة
- من رجسها وهي فيما مركا لجنب
- شكرا بني هجر للمقرني فقد
- من قبله كنتم في هوة العطب
- قد كنتم قبله نهبا بمضيعة
- ما بين مفترس منكم ومستلب
- روم تحكم فيكم رأى ذي سفه
- إحكام معتقد التثليث والصلب
- وللأعاريب من أموالكم عبث
- يمرونكم مرى ذات الصفر في الحلب
- وقبلكم حين نجد واستطير به
- فماذه بشفار البيض واليلب
- شوارد قبيتها صدق عزمته
- فظللن يرفسن بعد ألوخذ والخبب
- ملك يؤود الرواسي حمل همته
- لو كان يمكن أرقنه إلى الشهب
- ويركب الخطب لا يدري نواجذه
- تفتر عن ظفر من ذاك أو شجب
- إذا الملوك استلانوا الفرش وأتكئوا
- على الأرائك بين الخرد العرب
- ففي المواضي وفي السمر اللدان وفرال
- جرد الجياد له شغل عن الطرب
- يا أيها الملك الميمون طائره
- اسمع هديت مقال الناصح الحدب
- اجعل مشيرك في أمر تحاوله
- مهذب الرأي ذا علم وذا أدب
- وقدم الشرع ثم السيف أنهما
- قوام ذا الخلق في بدء وفي عقب
- هما الدواء لأقوام إذا صعرت
- خدودهم واستحقوا صولة الغضب
- واستعمل العفو عمن لا نصير له
- إلا الإله فذاك العز فاحتسب
- واعقد مع الله عزما للجهاد فقد
- أوتيت نصر عزيزا فاستقم وثب
- وأكرم العلماء العاملين وكن
- بهم رحيما تجده خير منقلب
- واحذر أناسا أصاروا العلم مدرجة
- لما يرجون من جاه ومن نشب
- هذا وفي علمك المكنون جوهره
- ما كان يغنيك عن تذكير محتسب
- وخذ شوارد أبيات مثقفة
- كأنها درر فصلن بالذهب
- زهت بمدحك حتى قال سامها
- الله أكبر كل الحسن في العرب
- ثم الصلاة وتسليم الإله على
- من خصه الله بالأسنى من الكتب
- المصطفى من أروم طاب عنصرها
- محمد الطاهر بن الطاهر النسب
- والآل والصحب ما ناحت مطوقة
- وما حدا الرعد بالهامر من السحب
المزيد...
العصور الأدبيه