الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن مشرف >> الشمس تجلت من خلال السحائب >>
قصائدابن مشرف
الشمس تجلت من خلال السحائب
ابن مشرف
- الشمس تجلت من خلال السحائب
- أم البدر جلى حالكات الغياهب
- أم انجابت الظلماء عن لمع بارق
- تلالأ من ثغر لإحدى الكواكب
- نعم أقبلت سلمى فأشرق وجهها
- بصبح جمال تحت ليل الذوائب
- فتاة تفوق الغانيات بحسنها
- كما فاق بدر التم زهر الكواكب
- فما للمعنى لا يهيم بذكرها
- وقد كان ذا جسم من الوجد شاحب
- تناءت فلزارت سحرة بعد هجعة
- وقد نام عنها كل واش مراقب
- فنم برباها الصبا حين أقبلت
- تميس كغصن البان أو مثل شارب
- فحيت بتسليم فأحسنت رده
- وقلت لها قول المحب المعاتب
- صليت بنار الهجر احشاء مولع
- فلم يطفها ماء العيون السواكب
- فقالت ألم تعذر فكم حال بيننا
- من المهمه الزيزا وبعد الساسب
- أنا في ربي نجد وأنت ببلدة
- أحاطت بها الأعداء من كل جانب
- يغيرون في أطرافها وسروحها
- جهارا ولا يخشون سوطا لضارب
- فكم قعدوا للمسلمين بمرصد
- وكم أفسدوا في سبلها بالنهائب
- يقولون سيروا إن ظفرتم بنهبة
- على رسلكم لا تحذروا من معاقب
- فياليت شعري هل سراة حماتها
- نيام فهم ما بين لاه ولاعب
- أم الحد منهم كل أم زندهم كبا
- أم القوم غروا بالأماني الكواذب
- لقد كان تخشى باسهم أسد الشرى
- فصارت بهم تعدو صغار الثعالب
- وأنى يحوط الملك إلا سميذع
- يخوض لظى الهيجاء ليس بهائب
- له غيرة تحمي الرعايا كأنها
- حمية ضرغام جسور مواثب
- فلا دين إلا بالجهاد قوامه
- ولا أمن إلا بعد سل القواضب
- ولا ملك حتى تخضب البيض بالدما
- من الهام في أطرافه والجوانب
- ولا مجد إلا بالشجاعة والندى
- وجر العوالي فوق مجرى السلاهب
- فقل لإمام المسلمين وسر له
- بنفسك أو أبلغه مع كل راكب
- وأنشده إن أحسست منه تثاقلا
- إذا لم يسالمك الزمان فحارب
- ولا تحقر الخصم الضعيف لضعفه
- فكم خرب الجرذان في سد مأرب
- فقم واستعن بالله وانهض إلى العلا
- فكسب الثنا والأجر خير المكاسب
- فكيف تنام العين منك عن العدا
- وقد أوقدوا للحرب نار الحباحب
- ولا ترض إلا مقعد العز مقعدا
- على ظهر مهر للعنان مجاذب
- ولا تستطب ظلا سوى ظل قسطل
- وظل القنا الخطى بين الكتائب
- وشن على الأعراب غارات محنق
- وانهلهم صاب الردى بالمصائب
- ومزق جماعات الضلال وحزبه
- بريح سموم من لظى الحرب حاصب
- وجر عليهم جحفلا بعد حجفل
- وضيق عليهم أرضهم بالمقانب
- جيوشا تريهم ظلمة الليل في الضحى
- ولمع المواضي كالنجوم الثواقب
- إلى أن يكون الدين لله كله
- وينقاد للإسلام كل محارب
- ومن كان معوجا فقومه بالظبا
- إذا لم يفد بذل الحبا والمواهب
- فبالبيض مع سمر القنا تدرك المنى
- وبالجود والإقدام نيل المطالب
- بذلك تعطيك المعالي زمامها
- وتسمو على أعلى الذرى والمراتب
- وإن كره الناس الجهاد بداية
- فآثاره محمودة في العواقب
- وإثماره نصر واجر ومفخر
- وإن عميت عنها عيون الغياهب
- فشمر بعزم للجهاد ولا تهن
- فتدعو إلى سلم العدو المجانب
- فإن أنت سالمت العدو مخافة
- فأيسر ما تلقاه بول الثعالب
- ولازم تقى الرحمن واسأله نصرة
- يمدك من إسعافه بالعجائب
- فإن التقى حصن حصين لأهله
- ودرع يقي من حادثات النوائب
- ودونك نظما ينهض الشهم للعلا
- ويخعو إلى حسن الثنا والمناقب
- بدا من أديب كالجمان قريضه
- طبيب زمان عارف بالتجارب
- إذا قال قولا أنشد الدهر نظمه
- وغنى به أهل الحجى والمناصب
- وصل إله العالمين مسلما
- على خاتم الرسل الكرام الأطايب
- محمد الهادي إلى خير شرعة
- به شرفت ابنا لوى وغالب
- كذا الآل والأصحاب ما هزت القنا
- وما انتدب الفرسان بين الكتائب
المزيد...
العصور الأدبيه